3666 144 055
[email protected]
مهندس كيمائي مع ماجستير في الغاز والبترول
لاحظت في الآونة الأخيرة كثرة اشتكاء أغلب المواطنين من العطالة وعدم توفر وظائف “لائقة” لهم. ويحاول الكثير التركيز على وظائف حكومية بدلا من وظائف القطاع الخاص. ولاحظت أيضا وجود وظائف شاغرة بمطاعم شهيرة وأسواق سوبرماركت برواتب مغرية تبدأ من 5000 ال 6000 ريال. فبحثت في معنى وظائف “لائقة” وموضوع رغبة العاطلين بالوظائف الحكومية واستفسرت من الكثير من عامة الشباب الموظفين والعاطلين واستنجت الأتي من أغلب اجابات وطرق تفكيرهم:
من ناحية الوظائف اللائقة, يقصد بها أغلب الناس وظائف مريحة بلا تعب جسدي وفكري ويفضل أن يكون رئيسا لمجموعة موظفين يعملون تحته. والراتب لايقل عن 10,000 الاف ريال وتكون الوظيفة راقية بالعرف الاجتماعي وليست وظائف متواضعة مثل العمل بالمطاعم أو السوبرماركت التي تسبب له الاحراج. لذا بعض الشباب يفضل التسجيل بنظام حافز وأخذ مبلغ متدني بلا عمل على أن يعمل بمرتب أعلى بوظائف متعبة أو قد تسبب له إحراج اجتماعي.
من ناحية أخرى, سبب رغبة الأغلب بالوظائف الحكومية, هي الأمان الوظيفي بحيث مهما تخاذلت وقصرت بعملك فلن يتم طردك مقارنة بالعمل في القطاع الخاص. وكما هو معروف عن القطاع الحكومي بسهولة العمل فيه وقصر فترة الدوام الرسمي مقارنة بالخاص مما يزيد الرغبة بها.
طبعا طريقة التفكير هذه لا تعمم على الكل ولكن الاغلب بهذا التفكير مما جعلني أفكر لماذا الغالبية بطريقة التفكير هذه التي تدل على الكسل والتخاذل و الإتكالية على الغير. فلاحظت أن أكلنا وشربنا يتم إعداده بأيدي الأجانب بمطاعمنا وعلاجنا يتم بأيديهم وشوارعنا ومبانينا وبيوتنا تم بنائها على أيدي الأجانب وغيرها الكثير. ألم يحن الوقت لنتوقف عن تجاهل هذا الواقع المرير وتخاذل أبنائنا وطرق التفكير الخاطئة التي جعلتنا في صف الدول العالم الثالث لسنوات عديدة. لنتوقف عن القاء اللوم على الغير كالحكومة والفساد والأخرين ونبدأ التغير بأنفسنا أولا وبطرق تفكيرنا وأفعالنا وتصرفاتنا ونوجهها لخدمة أمتنا ووطننا بدلا من التذمر وانتظار حصول معجزة تغيير واقعنا وحياتنا. لن نرقى من صف الدول العالم الثالث لدول العالم الأول حتى نرقى بتفكيرنا والبداية تبدأ من أنفسنا أولا قبل غيرنا.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734