عنق الزجاجة

هل سينتهي النفط ؟ و هل هناك عوامل أخرى تؤثر على انتاج النفط واستمراريته؟
السؤال الأول تكرر كثيرا واجابته اصبحت معروفة للجميع وهي (لا) حيث أثبتت الدراسات انه مع احتياطي العالم النفطي المكتشف حاليا فإنه سيكفي الى ما بعد عام 2080 ميلادي اذا لم يتم اكتشاف أي ابار نفطية جديدة.

والاجابة على السؤال الثاني هي (نعم) و احد هذه العوامل هوعدم تنوع مصادر الطاقة في السعوديه وازدياد ألاستهلاك كما ذكرت في مقالي السابق “الذهب الأسود”و لكن هناك عامل مهم اخر وخطير والذي قد يؤثر على العالم كله وقد يسبب انهيار إقتصاد بعض دول العالم في غضون أيام وهي (المعابر البحرية).

و لإستشعار خطورة هذه المعابر أوالممرات فلو تم اغلاق أحد هذه المعابر البحرية الرئيسية لعدة أيام فستتأثر اقتصادات عدة دول وترتفع الأسعار وتزداد نسب البطالة وقد تفلس بعض المؤسسات الصغيرة. والدول التي ستتأثر أكثر هي التي تعتمد اعتماداً كلياً على تصدير واستيراد النفط عبر هذه المعابر. كما هو معروف, تقريبا 70% من نفط العالم يتم نقله عبر المواصلات البحرية فإغلاق أي مجرى سيؤثر على العديد من الدول لأهمية النفط على اقتصاد الدول كما ذكرت في مقالي السابق “الذهب الأسود”.

وعدد المعابر الرئيسية هي خمسة (5) وهي مضيق هرمز (17 مليون برميل يوميا), مضيق مالاكا (15 مليون برميل), قناة السويس (4.5 مليون برميل), مضيق باب المندب (3.3 مليون برميل) والمضيق التركي (2.4 مليون برميل). وكما هو واضح من الأرقام أن تقريبا ثلثي نفط العالم يمر من مضيق هرمز ومالاكا مما يبين أهميتهما وخطورتهما.

فالسؤال هنا, هل هناك حلول لو قامت دول مطلة على هذه المعابر البحرية والقيام بقطع عبور النفط من خلالها مثل الصين او ايران؟

“نعم” هناك عدة حلول قامت بها بعض الدول, مثل ما قامت بها المملكة ببناء عدة خطوط نفطية تطل على البحر الأحمر وتتصل مع بعض الدول كلبنان. وأيضا ماقامت به دولة الأمارات ببناء خط نفطي يصب في ميناء الفجيرة الذي جعلها تتفادى مضيق هرمز وبسعة تكفي 60% من انتاجها. ولكن مع هذه الحلول فهي لاتغطي الطاقة الإنتاجية الكاملة للدول التي تستخدم المعابر وذلك يبرر ويجعلك تتفكر في أسباب العلاقات الدولية و السياسات الخارجية التي تقوم بها الدول النفطية الرئيسية مع الدول المجاورة حتى لو خفت على عامة الشعب.

الخليفي