الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
Ameerah_eco@yahoo.com
تلقت روسيا عقوبات دولية من مصادر متعددة الأطراف كان من ضمنها دول الاتحاد الأوربي على خلفية النزاع الأوكراني واستيلائها على جزر القرم ، وكانت هذه العقوبات أشبه بلوي اليد الروسية من الجانب المؤلم.
وقد أثار فرض العقوبات استياء موسكو فاتخذت إزاء ذلك سياسة مضادة تمثلت في تقييد دخول قائمة من السلع الغذائية الأوربية إلى أسواقها. وبحلول السابع من أغسطس لم يعد هناك تواجد للمنتجات الغذائية الأوربية على أرفف المتاجر الروسية .. فلا مكان للتفاح البولندي أو الكمثرى البلجيكي أو الألبان الفنلندية وغيرها.
وقد تمخَّض عن الرد الروسي الذي أتى على خلفية العقوبات الأوربية تأثيراً على المستويين الإقتصادي والاجتماعي حيث شملت الأبعاد الإقتصادية التأثير على دخل المُنتِج الاوربي المُصّدر ،والمُنتِج الأوربي غير المُصّدر ، وسوق العمل والتوظيف.
إذ أنَّ توقُف تدفق التجارة الدولية لقائمة السلع بين البلدين أفقد المنتج المصدر المكاسب الممكنة حول حصته من السوق الروسي؛ حيث يُقدّر حجم الخسائر الناتجة عن الحظر ما يقارب 5.3 مليار يورو، وبالمقابل فإن وفرة المعروض من المنتجات الغذائية المحلية نتيجة الحظر أدت إلى الضغط على الأسعار وبالتالي انخفاض الربحية لكافة المنتجين في هذا القطاع من المصدرين وغير المصدرين أيضا، هذا بالإضافة إلى التأثيرات الممكنة على سوق العمل؛ والتي تشمل الوظائف المرتبطة بالطلب الروسي التي يمكن أن تحدث تأثيرًا هاماً –في حال عدم التدخل الحكومي – وهذا مالا يحتمله الاقتصاد الاوربي الذي يعاني من معدلات بطالة عالية.
وعلاوة على ذلك فهناك تأثيرات ممتدة إلى “الاستقرار الداخلي” من خلال اللغة الغاضبة والمظاهرات التي تعاطى بها المزارعون مع البرلمان الأوربي تعبيرًا عن الضرر الذي لِحق بهم نتيجة تعارض مصالحهم كمنتجين مع الموقف السياسي لحكوماتهم.
لقد سمحت التأثيرات الفعلية -وعدة تأثيرات محتملة- للاقتصاد الأوربي بوضع تدابير عاجلة لتقييد الآثار الإقتصادية المترتبة على الحظر الروسي؛ فقررت أوربا تقديم تعويضات للمزارعين، كما قامت بعض دول الاتحاد بحملات ترويجية لحثّ شعوبها على زيادة استهلاكهم من المنتجات الزراعية المحلية. ولا مجال للشك في أن هذه التدابير ستحدث انعكاسًا إيجابيًا للمنتجين على المدى القصير.
ولا أعتقد أن سياسة التعويض المادي أو الترويج للمُنتَج المحلي تعتبر حلًا ناجعًا بقدر ما تعد “مهدئًا” للتوترات فقط،ذلك أنه من الصعب أن تعوض الحملات الترويجية الداخلية حصة السوق الروسي ، كما أنه لا يمكن للمنتجين الأوربيين ضمان استجابة التفاعل الشعبي مع هذه الحملات مما يجعلهم في حالة من عدم اليقين حول حجم الطلب على منتجاتهم “القابلة للتلف” .
أميرة
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال