الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل تعلمون ماذا يخطر في مخيلة أي مسؤول عندما يسمع كلمة ” فساد ” ؟ بعض المسؤولين لا يحب ذلك الاسم؛ لأنه لا يعرف أين يقيم، ولا يعرف له عنوان داخل نطاق أعماله الإدارية والجغرافية، ويتمنى لو تتاح له الفرصة للتعرف على السيد/ فساد. أثبتت الجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة في بعض الدول، نجاح الاتصالات والمراسلات المجهولة، للإبلاغ عن الاحتيال المالي والإداري، والفساد وانتهاك الثقة، والهدر والعمل في ظروف غير آمنة، والتخريب والتهديدات والرشاوى والعمولات والاختلاس، وتضارب المصالح، وقائمة لا تنتهي من المخالفات، وهو ما يعرف بالخطوط الساخنة للإبلاغ عن الاحتيال. سؤالي اليوم، ما الذي يمنع أن يكون لدى جامعاتنا وأجهزتنا الحكومية خطوط ساخنة متصلة بوحدات المراجعة الداخلية التي أقرها مجلس الوزراء، وما الذي يمنع أن يتم تدريب وحدات المراجعة الداخلية لدينا لممارسة أعمالها بمهنية عالية جداً ترقى إلى مثيلاتها في دول الاقتصاديات المتقدمة، وما الذي يمنع أن تُمنح وحدات المراجعة الداخلية استقلالية كاملة بعيداً عن سطوة المناصب. لعل أقل مبرر لأهمية تلك الخطوط الساخنة أن معظم عمليات الفساد تتم بموافقة صاحب صلاحية، يصعب كشفها بالطرق التقليدية لصعوبة ذلك، فمن خلال الخطوط الساخنة يمكن كشف حالات الفساد التي قد يستحيل التعرف عليها. على أي حال، سيكون دور الخطوط الساخنة في أجهزتنا الحكومية مماثل لحسابات تبرئة الذمة، تلك الخطوط الساخنة ثبت نجاحها في الدول التي لديها وحدات مراجعة فعالة وقوية، وتؤدي دورها بمهنية واستقلالية. أكثر ما يقلقني ضعف وحدات المراجعة الداخلية الحكومية وشبة الحكومية مهنياً، وعدم استقلاليتها، ومالم يتم دعمها من أعلى سلطة بتدريب رفيع المستوى ومنح تلك الوحدات الاستقلالية اللازمة والتحقق من ذلك، والا فلن يكون هنالك جدوى من تلك الخطوط الساخنة. النتائج ستكون عكسية إذا لم تعالج تلك البلاغات بمهنية واستقلالية؛ وستكون بمثابة الإذن الضمني والغير مُعلن للفاسدين لإكمال مسيرتهم، أرى أن الخطوط الساخنة وسيلة للكي المبكر للفساد، وطريقة مناسبة لمنح المسؤول فرصة للتعرف على السيد/ فساد عن قرب. الشهري
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال