الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الذين لا يفهمون الاقتصاد يجلبون الويلات لدولهم. وهؤلاء منتشرون في دول البسيطة وهم ليسوا في حالة وعي لما يعنيه الكساد وأن الدخول فيه ليس كالخروج.
كلمة كساد Recession تعني أساسا انخفاض الطلب على الخدمات والسلع. وانخفاض نسبة التوظيف وإيجاد وظائف جديدة وانخفاض الطلب على الوحدات السكنية والحلقات في الأنشطة الاقتصادية متواصلة ومثل السلسلة. وتبدأ السلسلة بثقة المستهلك في الوضع الاقتصادي فيحجم عن الإنفاق لخوفه على النقد الذي بحوزته. يتبع ذلك أن التاجر يجد أن المستهلك لا يقبل على سلعه فيخفض المخزون. وعندها ينخفض الطلب مثلا على سيارات النقل وأوتوماتيكيا يقل الطلب على شرائها أو تأجيرها، ولذلك تتأثر المصانع فلا توظف عمالا ولا تطلب معدات جديدة، تبدأ الشركات في تخفيض الإعلان والترويج وتنتقل التحديات لقطاعات أخرى مثل البنوك وشركات الاستشارات والدعاية والإعلان.
والمرحلة الخطيرة تبدأ عندما يحاول التجار تعويض انخفاض الطلب وارتفاع التكاليف لضعف ما يسمى بالقوة في التفاوض bargaining power. يلي ذلك عدم القدرة على التمويل بسعر منخفض وكذلك عزوف العامة عن سوق الأسهم لافتراضهم هبوط الأرباح. وهذه الحالة إن دخل فيها الاقتصاد يصعب الخروج منها. ورأينا كيف أصاب الهلع دول العالم في 2008 حينما انهار كل شيء ودعت أمريكا العالم الى اجتماع طوارئ واتفاقيات إنفاق من كل دولة لتحريك الاستثمار والإنفاق تحرير للاقتصاد.
ثم يأتي أكاديمي بحت فرح بالقليل من التشجيع التويتري في العالم الثالث التائه، ليتحدث عن أفكار اشتراكية أدخلت دولا مثل مصر والهند وتركيا وغيرها في غياهب كساد لعقود، وتدمير الصناعة والتجارة والخدمات. وأذكر الخطب الرنانة لقيادات كسبت شعبية هائلة في الصين وروسيا وشرق أوروبا وقلدهم ببغاءات من الدول الأخرى بأفكار اشتراكية مدمرة. حتى انهارت اقتصادات تلك لدول ووقفت في طابور التسول العالمي. أمثال هؤلاء يدمرون لأنهم تحمسوا لأنهم وجدوا من يشجعهم من قليلي المعرفة والعلوم الاقتصادية. ويجب تنظيف مراكز القرار من كل اشتراكي متطرف ما زال لا يفهم ولا يتعلم من أخطاء الغير. والآن لنعط هؤلاء دورة في الاقتصاد على مستوى مستجد وربما أقل. طبعا والحمد لله اقتصادنا ما زال بخير ونرجو من الله أن يستمر ذلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال