3666 144 055
[email protected]
وصلتني على جوالي من هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» رسالة بتاريخ 05.08.2014 ولكني لم أفتحها إلا اليوم لسببين. الأول أن نصها المكون من 8 كلمات واضح من عنوانه. أما السبب الثاني فإني فضلت ترك الرسالة التي أمامها نقطة زرقاء حتى يسهل العثور عليها عندما يحين الوقت المناسب لذلك.
فنحن مثلما نرى أن العاصمة تعيش حالة طوارئ منذ أن تم الشروع في تنفيذ مترو الرياض. فالشوارع في قلب المدينة ما عادت بنفس المسارات السابقة. وهذا أحياناً يشعرك أنك تقود سيارتك في مدينة أخرى غير المدينة التي عرفتها. وكما نعرف فإن حياتنا مع ازدحام الطرق قبل ذلك لم تكن كلها سمناً على عسل. فالانتقال من مكان إلى آخر كان يتم فيما مضى بشق الأنفس مما يتسبب، في العديد من الأحيان، في تأخرنا على الكثير من مواعيدنا. فما بالك الآن وهذه المسارات تأخذك غصب عنك إلى حيث تنتهي هي لا إلى الجهة التي تريدها.
وعلى أية حال فإن بناء مترو الأنفاق يستحق منا كل ذلك الصبر والتحمل. فالعاصمة التي تبدو الآن في حالة استنفار مروري هي على موعد مع نقلة نوعية سوف تضعها مع مصاف بقية أخواتها المتطورات في العالم. فليس هناك اليوم عاصمة متقدمة، سواء كان ذلك في أوروبا وأمريكا أو في آسيا وافريقيا، إلا وتستخدم المترو. فهذا النوع من المواصلات في المدن المزدحمة ضرورة ملحة وليست استعراضا وبهرجة. فالرياض كانت في أمس الحاجة إليه ليس فقط الآن وإنما منذ ما لا يقل عن عشر سنوات مضت.
ولكن وحتى تحقق ورشة الاعمار، التي تشهدها العاصمة، الأهداف المتوخاة منها فإنها تحتاج، مثلها مثل أية ورشة عمل آخرى، إلى التحضير والاستعداد من كافة الجوانب. ودعونا نبدأ من ساهر. فصبر الناس وتحملهم التواءات وانحرافات الطرق الجديدة يفترض أن يعوضه المرور بالتقليل من التبعات التي يفرضها عليهم ساهر. فهذه الربكة المرورية، بل والاهمال، على بعض المسارات لا تستوي مع الترتيبات الصارمة جداً على المسارات الأخرى. ولذلك فلنجمد ساهر خلال فترة الإعمار حتى نعبئ الناس ونحصل على دعمهم وتأييدهم للعملية.
من ناحية أخرى فإن هذا المولود الجديد الذي سوف يحل علينا ليس كضيف يحتاج منا بالتأكيد، حتى يحقق الأهداف التي من أجلها تم إنشاؤه، أن نتقبل ونقتنع بأهمية استخدامه. ولهذا يفترض أن تبدأ وسائل الإعلام من الآن التبشير والترويج لهذا الصرح باعتباره واحدا من وسائل المواصلات المتطورة كالطائرات والقطارات. فنحن إذا شعرنا بالخجل أو النقص من استخدام هذه الوسيلة الحديثة فإن الجدوى الاقتصادية والمرورية التي من أجلها تم بناء هذا الكيان تصبح منخفضة.
وهأنذا أعود إلى رسالة نزاهة التي نصها: العمل بروح الفريق الواحد يقود إلى النجاح دائماًً. بالفعل فإنه منذ أن شهدت، وأنا طفل، تمديد طرقاتنا وأنا أرى أن التعبيد يتم في البداية وبعده يجري حفر تلك الشوارع لتمديد شبكات المياه والصرف الصحي. ولذلك نتمنى أن تجري الأمور هذه المرة بشكل مخالف لتلك القاعدة. وأن تتم كافة أعمال المترو بروح الفريق الواحد وبمستويات عالية الجودة.
نقلا عن الرياض
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734