3666 144 055
[email protected]
متخصص في قطاع البتروكيماويات
لازال الحديث مستمرًا في كل أنحاء العالم عن الطاقة المتجددة بكل أشكالها التي أصبحت أحد العناصر الإستراتيجية للدول لتحقيق التنمية المستدامة من ناحية والاستعداد للمستقبل والتحديات والفرص التي يحملها من ناحية أخرى, ولكن المهتمين بالطاقة يولون إهتمامًا منقطع النظير في هذا الأمر بالتحديد لما يرونه من واقع في الإستخدام العالمي للطاقة وما يمكن أن يتخيلونه في المستقبل.
منذ العام 1987 للميلاد وعندما أصبح عدد سكان العالم خمسة مليارات نسمة بدأ عصر جديد في كمية إستهلاك البشر للموارد الطاقية الأحفورية على الأرض ومع الإزدياد الهائل لعدد البشر مقارنة بواقعنا اليوم فإنه وبكل تأكيد ستقل عدد سنوات قدرة الموارد الأحفورية على سد حاجتنا من الطاقة إذ أنه يتوقع أن يصل عدد سكان العالم في عام 2050 إلى حوالي تسعة مليارات نسمة مما يؤكد لما لايدع مجالًا للشك أننا بحاجة إلى مصادر بديلة لكي يعيش البشر كلهم في زمن متقارب وليتوفر لهم أبسط أساسيات العيش على الأرض وفي أوطانهم وهي الكهرباء.
إن الحلول لهذه المشكلة التي ستواجه أجيالنا في المستقبل متوفرة بين أيدينا وفي وقتنا الحاضر والذي يجب علينا جميعًا أن نتكاتف من أجله حتى أن الحكومات كلها على مستوى العالم بدأت تأخذ هذا الأمر على محمل الجد فكل المؤشرات والأرقام اليوم في كمية إستهلاكنا المفرط يجعلنا نغمض أعيننا اليوم لنفتحها على واقع مستقبلي خطير يهدد دولنا ومستقبل صغارنا الذين يعيشون بيننا اليوم.
الحلول بسيطة ولكن تفعيل دورها ليس بالأمر الهين فأحدها الترشيد في مانملكه اليوم من مصادر أحفورية وأن نستغل هذه الطاقة بصرفها بطريقة عقلانية وذلك من خلال إتباع سياسات ترشيد الاستهلاك واستخدام الأجهزة التي تستهلك الطاقة بكفاءة عالية, نعم هذه لن تكفي للحد من المشكلة ولكن أثرها سيكون له بصمة واضحة في المستقبل, وأما الحل الآخر فيكمن في البحث عن مصادر جديدة للطاقة واستغلال كل مصادر الطاقة المتجددة الحالية بما لايضر مع البيئة مستقبلًا وليكون كنزًا لمستقبل البشرية.
الإهتمام الذي يوليه محبي الطاقة المتجددة والمختصين بها على مستوى العالم يأتي من خلال واقع اليوم من الإستهلاك وفرضيات المستقبل التي ستواجهنا ووجب عليهم لزامًا السعي الحثيث لنشر هذه الثقافة بين مجتمعاتهم خدمة لوطنهم وحبًا للخير لمجتماعتهم وبكل تأكيد سيكون هناك المستثمرين الذين يرون اليوم بأن الإستثمار في مجال الطاقة المتجددة سيكون ذا منفعة مادية وإقتصادية.
دول الخليج على سبيل المثال والتي تعتبر من أكبر الدول في إنتاج وتصدير الغاز على مستوى العالم يجب عليها الإستثمار في هذا المجال حيث سيساهم هذا الإسثمار في التحول من دول منتجة ومصدرة للنفط والغاز إلى لاعبٍ مهم في مجال الطاقة بشكل عام, كما أن تطوير توازن طاقي بين مصادر الطاقة المتجددة والطاقة الهيدروكربوينة من شأنه أن يحقق لنا أمن الطاقة إضافة إلى فوائد اقتصادية كبيرة في ضل تذبذب الأسعار هذه الأيام لأسعار النفط.
وأخيرًا فإن الأمل بعد الله معقود في جيل من الشباب في وطننا الغالي والذين يولون كل الأهتمام بالطاقة المتجددة. وهناك المبتعثون الذي يحملون في عاتقهم دراسة الجديد في عالم الطاقة البديلة والعودة بخبراتهم إلى الوطن لزرعها وتنميتها. وكم هي رائعة تلك المبادرة الرائعة من خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – عندما أمر بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في عام 2010 بهدف بناء مستقبل مستدام لوطننا من خلال إدراج مصادر الطاقة الذرية والمتجددة ضمن منظومة الطاقة المحلية.
الشهري
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734