3666 144 055
[email protected]
ما زلت أتذكر من أيام الطفولة في السبعينيات ذلك الوجه الباسم لقريبي وهو عائد من دراسته في فرنسا وألمانيا، متأهلا علميا ليشارك من خلال عمله في المؤسسة العامة للصناعات العسكرية في تصنيع الأسلحة ومنها الرشاش السعودي.
في زيارة للمؤسسة قبل سنوات أثناء عضويتي في مجلس إدارة هيئة المدن الصناعية التي تعلمت من تجربتها الكثير بقيادة المبدع توفيق الربيعة رأيت بعيني تلك المصانع في مدينة الخرج وحلم مسؤوليها السعوديين الذين نفتخر بهم وهم يشاركوننا حلمهم بإنشاء مدينة صناعية متخصصة في الصناعات المكملة والمتكاملة لصناعتهم بالشراكة مع القطاع الخاص السعودي.
ومع صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين محمد الماضي رئيسا للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية وهو من الجيل الأول المؤسس لشركة سابك العملاقة وبقيادته أصبحت من الشركات العملاقة محليا وعالميا.
وأنقل هنا من حديث للمرحوم أستاذي غازي القصيبي عن بدايات شركة سابك
(تمت كل مشاريعنا الكبرى بالاشتراك مع شركات عالمية بحيث يملك كل فريق 50 في المائة من المشروع. لم الإصرار على المشاركة؟ “نحن نتعامل مع هذه الشركات لأننا بحاجة إلى ثلاثة أشياء تملكها هذه الشركات ونحن لا نملكها: هي تملك التكنولوجيا ونحن لا نملكها، وهي تملك وسائل التدريب ونحن حتى الآن لا نملكها، وهي تملك منافذ التوزيع ونحن لا نملكها”.
لم يكن هناك تفكير بيروقراطي، ولا منظمات هرمية بيرواقراطية، ولا تسميات بيرواقراطية. هل هناك مشروع مربح أو غير مربح؟ كان هذا هو السؤال ولا سؤال غيره.
لم تنته المعركة بدراسات الجدوى والتقييم. كانت المفاوضات مع الشركات “ماراثونية” لا تكاد تنتهي وجاءت كل شركة ومعها جيش من المحامين. لو استجبنا للطلبات التي تقدم بها المحامون لأعفيت هذه الشركات من الالتزام بأي نظام من الأنظمة السعودية).
مع اختلاف الظروف بين بداية «سابك» والمؤسسة وبقيادة شابة طموحة من لدن الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع وخبرة إدارية عملية وطويلة من محمد الماضي، حلمنا اليوم أن نرى المؤسسة تتحول إلى شركة عالمية بالشراكة مع القطاع الخاص، تنافس بقوة عالميا بعد الاكتفاء المحلي وتخلق فرصا وظيفية ذات دخل عال وفي المناطق الأقل نموا في وطننا الحبيب، مستفيدة من الخبرات الوطنية المتراكمة في المؤسسة وشركة سابك وكذلك من المواد الأولية المصنعة في شركة سابك والقطاع الخاص، وتركز على توطين صناعة الأسلحة مستفيدة من عقود التسليح التي تتطلبها قواتنا المسلحة.
بوجود الأمير الشاب محمد بن سلمان وزير الدفاع وفريقه سنرى الحلم واقع – بإذن الله – قريبا.
نقلا عن الاقتصادية
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734