الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
* متخصص في التخطيط العمراني
الانتشار التجاري المخيف داخل الأحياء السكنية بات يشكل تهديداً واضحاً لوظيفة الحي السكني الأساسية في توفير الأمن والأمان والخصوصية والتفاعل الاجتماعي بين السكان، إذ إن الغزو التجاري المتغلغل في أعماق معظم الأحياء السكنية تسبب في فقدان الأحياء السكنية لتلك الوظائف والخصائص المهمة مما أدى إلى سرعة تدهور البيئة السكنية في كثير من الأحياء المنشأة حديثاً خلال فترة زمنية قصيرة لا تقاس بالعمر الزمني للمدن.
كما أن الانتشار الكبير والتوزيع العشوائي للمحال التجارية على جوانب الشوارع في الأحياء السكنية يشكل تشويهاً للتصميم العمراني للأحياء بسبب تنوع أنشطتها بشكل غير متجانس وتسببها في زيادة حركة المرور العابر وانتشار العمالة بالإضافة إلى الضوضاء والإزعاج الناجم عنها.
إن ما تواجهه بعض الأحياء السكنية في تخطيطها العمراني من انتشار للمحلات التجارية وخلط سلبي بين الاستخدام التجاري والسكني وتحول بعض الأحياء السكنية إلى أحياء يغلب عليها الاستخدام التجاري يعد من أكبر التحديات التي ينبغي تدارك أمر استمرارها وانتشارها ووضع الحلول التي تكفل استمرارية أداء الحي السكني لوظيفته الأساسية بدلاً من أن تتحول إلى أحياء متدهورة تؤثر سلباً على الساكنين في المقام الأول وعلى نمو المدينة وتطورها وهويتها ونسيجها الاجتماعي.
وفي الحقيقة نحن نحتاج أن تعود للأحياء السكنية هويتها بحيث يتم التركيز على أنسنة الأحياء السكنية من خلال توفير مساحات خضراء وملاعب للأطفال وإنشاء ممرات مشاة آمنة وأماكن للجلوس وتقنين الأشرطة والمحال التجارية المنتشرة داخل الأحياء السكنية واستبدالها بمجمعات تجارية في أجزاء محددة ومركزة في الحي السكني بحيث تحوي جميع أنواع الأنشطة التجارية التي يحتاجها السكان، ويبقى السؤال الأهم هنا هل ستستمر بلديات المدن في الاستجابة لطلبات التجار في السماح بغزو المحلات التجارية للأحياء السكنية، أو سيتم الحد من الانتشار العشوائي للمحلات التجارية والتوجه نحو المجمعات والمناطق التجارية؟
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال