هل تصبح الرياض السيلكون فالي للشرق الأوسط؟

متخصص في التسويق الالكتروني

SalmanMuteb@

السليكون فالي الواقعة في شمال كاليفورنيا عرفت بالمشاريع التقنية و المشاريع الرائدة بالابداع و الابتكار. حيث نجد يوميا العديد من الشركات و الافكار الجديدة تبدأ من هناك و ذلك لوجود البيئة الصحية المناسبة التي توفر الاحتياجات الاساسية لبدء أي مشروع بالاضافة الى وجود العقول البشرية المبدعة بالاضافة الى المستثمرين في الافكار في مكان واحد.

حاليا في أوروبا تسلك مدينتي برلين و لندن خطى مشابهة للسليكون فالي و ذلك بتوفير العوامل المناسبة لنجاح هذه المشاريع. هنا سأتحدث عن برلين تحديدا حيث هي مقر اقامتي حاليا فرخص أسعار المعيشة احد الاسباب الرئيسية لانتقال العديد من اصحاب المشاريع و المبدعين للعمل في المدينة بالاضافة الى سهولة الحصول على فيزا للعمل مقارنة بعدد من الدول و خاصة لأصحاب الخبرات و المبدعين بشكل عام و هذه العوامل انتجت خليط من الثقافات في مكان واحد مما أدى لصناعة مجتمع مبدع بأفكار جديدة تأتي من ثقافات و خبرات متعددة.

بينما على الصعيد الآخر, الرياض مدينة مميزة و تحمل خصائص تساعد على نجاح العديد من المشاريع و نرى بشكل دائم مشاريع ناجحة و مبدعة لوجود الطاقات المبدعة و نأمل المزيد بعد تطبيق “مشروع نظام التجارة الالكترونية” الذي سيسهل العديد من المعاملات لاصحاب المشاريع و على الرغم من انتشار المشاريع الناشئة في السنوات الاخيرة في المنطقة و نجاح العديد منهم لكن بعضها يفتقد بعض العوامل, حيث في العالم العربي تنقصنا قصص النجاح الخاصة بالمشاريع الناشئة التي توسعت عالميا و بالذات المشاريع الخاصة بالتقنية حيث نسمع بالعديد من القصص التي بدأت في أمريكا و على سبيل المثال ستيف جوبز و و مارك زوكربيرغ ممن نجح نجاح واسع بمشاريع تقنية مبدعة.

في السعودية هنالك العديد من الافكار المبدعة و لكن هنالك الخوف من الفشل حيث ان ثقافة الفشل تعتبر كفشل شخصي مما قد يؤثر على الشخص و لكن النظرة التي وجدتها في برلين او السليكون فالي ان الفشل يعتبر خبرة و درس و جعله أقرب للوصول الى هدفه. بالاضافة الى ثقافة العمل من عمر مبكر في بعض الدول خلق مجتمع ذو خبرة اكبر متعددة في الامور البسيطة مما يكسب الشخص خبرة عملية قبل التخرج من الجامعة.

من المشاكل التي تعاني منها السعودية صعوبة الحصول على استثمارات للمشاريع التقنية مقارنة بعدد من المدن الرائدة بالمشاريع التقنية حيث يوجد في المملكة العديد من المشاريع يتم تمويلها من قبل العائلة او عبر البرامج المتاحة من قبل الدولة و هذا قد يتغير في القريب عندما تنجح المشاريع التقنية السعودية عالميا و نرى نجاح شبابنا في هذا المجال سيتم صناعة ثقافة الاستثمار في الافكار المبدعة و الجديدة.

—–
ماجستير علم اتصال وتسويق
يعمل في أحد مشاريع روكيت انترنت – برلين