3666 144 055
[email protected]
إن القرارات الشخصية تعود على الفرد و من حوله بنتائجها , أما القرارات التي يتخذها القائد كواجب وظيفي يحتم عليه إتخاذها خدمة، للمصلحة العامة وكذا الهدف الحاضر و المستقبلي كما أن تحديد القرارات الإستراتيجية ووضعها موضع التنفيذ في قطاع الأعمال أو المنظمات العامة فإنها قد تعود بلإيجاب أو السلب على المنظمة و بالتالي على المجتمع وهي إما بخطأ بسيط يمكن إمتصاصة ومعالجتة أو بنتائج كارثية ( لاقدر الله ) ذات أثر عميق يصعب معالجتة، خاصة ونحن في الألفية الثالثة التي اصبحت المنافسة والعولمة لاتتحمل الهفوه فضل عن الخطأ بأي درجة كانت ، أما القرار الصحيح أو القرار الأصح (الرشيد) فهو يعود على المنظمة بالنفع للإستمرار والتنافسية العالية، ويحقق الأهداف المحدده مسبقاً .
إن صناعة القرار وخاصة القرارت الإستراتيجية متعددة الأوجه وذات الطبيعة المعقدة قد تستلزم استعانة القائد بـ (علم صناعة القرار) عبر التطبيقات المحوسبة في العلوم الرياضية والإحصائية وبحوث العمليات .
ومن تقنيات اتخاذ القرارات المعقدة والمتعددة هي تقنية أو عملية التحليل الهرمي (Analytic Hierarchy Process ) للمخترع والمصمم والباحث الرئيس للعملية توماس ساعاتي (المولود في مدينة الموصل بالعراق سنة 1927م . وهو عالم متخصص في العلوم الرياضية. يشغل منصب أستاذ في جامعة بتسبرغ في الولايات المتحدة، حيث يدرس في كلية جوزف كاتز لدراسات الأعمال العليا). وإن عملية التحليل الهرمي هي العملية التي تشكل البنية الأساسية في اتخاذ القرار وفي تحليل القرارات الواسعة النطاق والمتعددة الاطراف و المعايير، و وضعَ توماس كذلك عملية الشبكة التحليلية (Analytic Network Process ) وعلاقتها التعميمية في اتخاذ القرارات واعتمادها عليها و كذلك في التغذية الراجعة.
أسهم الدكتور ساعاتي كثيرًا في حقول البحث العلمي مثل (برمجة العينة الخطية البيانية، الأوبئة وانتشار العوامل البيولوجية، نظرية الاصطفاف في رتل أو صفوف أو طوابير، وعلم الحساب السلوكي وارتباطه بالعمليات)، كما ألف الدكتور ساعاتي أكثر من ثلاثين كتابًا و نشرَ أكثر من ثلاثمائة مقال في البحث العلمي وإتخاذ القرار وعلم الحساب، تشمل مواضيعها النظرية البيانية وتطبيقها والتخطيط التحليلي ونظرية الخدعة وحل الصراعات.
وبسبب الفجوة بين الجانب النظري والتطبيقي في استخدام الطرق العلمية الحسابية الكمية أو النوعية لصناعة القرار ، فهناك من القادة من يتقنها – نظريًا – للحصول على نتائج يُتخذُ على ضوئِها القرار ، ولكن منهم من يجد صعوبة في تطبيقها على الحاسب الآلي.
إنَّ صُنَع القرار يمر وفقاً لطريقة التحليل الهرمي بمراحل ثلاث هي: تفتيت الظاهرة أو المشكلة محل الدراسة، والمقارنات الثنائية، وحساب الأولويات وتحليلها، وتتميز طريقة التحليل الهرمي للقرارات، بالجمع بين الطريقة الكلية والطريقة الجزئية في إطار مقنع، وتتمثل الطريقة الكلية في بناء الهرم الذي ينظر إلى المشكلة بعناصرها كافة ككل متكامل، بينما تتمثل الطريقة الجزئية في فحص الأجزاء من خلال عقد المقارنات الثنائية بينها.
اشترك العالم توماس مع أحد زملائه لعمل برنامج حاسوبي أطلقا عليه اسم خيار الخبير (Expert Choice )، ويهدف هذا البرنامج إلى تيسير العملية الحسابية، وجعلها في متناول أيدي الجميع بغض النظر عن مدى إتقانهم المصفوفات الجبرية حيث أَنَّ المصفوفات هي مرحلة من مراحل عملية الحل أو التحليل للعناصر و البدائل والمعايير, وتعتمد عملية التحليل الهرمي ببساطة على العلاقة بين المعايير بالإضافة للعلاقة بين البدائل.
فشمول هذه الطريقة للجوانب الكمية والنوعية معًا، حيث تتمثل الجوانب النوعية في تعريف المشكلة وبنائها الهرمي وتحديد المعايير والأهداف، بينما تتمثل الجوانب الكمية في التعبير عن الأحكام والأولويات بلغة الأرقام.
و قابلية هذه الطريقة للتفاعل الجيد مع المشكلات البسيطة والمعقدة على حد سواء، وتتمثل الأولى في مشكلات الأفراد، بينما تتمثل الثانية في القضايا الحاسمة التي تواجهها المنظمات الكبرى.
كما إن بساطة تكوين نموذج التحليل الهرمي، ومرونتـه الفائقة، وقابليته للمراجعة، وتنوع تطبيقاته، هذا فضلاً عن أنه لا يتطلب تخصصًا دقيقًا لإجادته. يجعله من الأدوات الحاضرة في ذهن القائد لاتخاذ القرار الأصح .
لقد تطور العلم حتى أصبح في مراحل وجزيئات يصعب لغير العلماء المتعمقين والمتخصصين فهمها فضلاً عن تطبيقها إلا أن عصر الحوسبه الإلكترونية الرقمية اسهم في تسهيل و تسخير وتطويع العلوم الحسابية والإحصائية لتكون أدوات بيد متخذي القرار من القيادات العصرية الحديثة غير التقليدين ، حيث أصبح القرار المعقد المتعدد الجوانب والمعطيات و الفرضيات عبارة عن بيانات تدخل لتطبيق حاسوبي ليعطينا قرار وفق المعطيات هو أقرب الى الصحة . وما كان ذلك لولا فضل مِنْ الله ثمَّ من نبيّ الهدى والرحمة الذي ابتدء دعوتة بأِقرأ ونقلها لنا ، ويليه من قد منّ الله عليهم بالمعرفة لكي يقدموها للبشرية من العلماء كلٌ فِي تخصصه ، وكذا استفاد القادة فِي عصرنا من العالم ساعاتي ومن علماء آخرين سخروا لنا معالجات حساب ومنطق تعالج ملايين العمليات في الثانية ( النبضة الكهربائية ) لكي نطبق من خلالها نظريات وحقائق في العلوم المختلفة .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734