سنابشات.. عفريت المليارات

هل توافق على بيع (سنابتشات) بـ 3 مليارات دولار؟

هذا هو العرض الذي قدمته فيسبوك بمنتهى الغطرسة في العام 2013م.

كان الرد الوحيد للشاب الذي أسس «سنابشات»، كما يحلو للعرب تسميته، هو: لا! فالقيمة السوقية لتطبيقي سوف تذهلكم خلال زمن أقصر مما تتخيلون.

وفعلاً، قفز الرقم في مطلع العام 2015 إلى 10 مليارات دولار! هذه هي القيمة السوقية لـ Snapchat حتى شهر فبراير من العام الجاري، ويؤكد خبراء اقتصاديون أن هذا التطبيق الاجتماعي المستخدم على ملايين الأجهزة الذكية لن يباع بنهاية العام بأقل من 19 مليار دولار، أسوة بما يحققه «واتساب» من تسارع في قيمته السوقية.

من هو مؤسس «سنابشات» ومديره التنفيذي الذي تجرأ على صد فيسبوك وتهميش إغراءات عروضها التي لا تنتهي عند حدود السيولة النقدية المفزعة؟

إنه إيفان سبيغل، وأرجو أن تتذكروا هذا الاسم جيداً، لأن هذا اليافع سيحتفل الشهر القادم ببلوغه الخامسة والعشرين! وهو في درب راسخ نحو الانضمام إلى: لي جون (مؤسس زيومي: قيمته السوقية 46 مليار دولار)، ترافيس كالانيك (مؤسس تطبيق آبر لحجز خدمة التاكسي حول العالم، وقيمته السوقية اليوم 41 مليار دولار).

درس إيفان التعليم العام في مدرسة مختصة بالفنون والعلوم بكاليفورنيا، واهتم والداه (محاميان) بتعليمه الفنون ومهارات التصميم، فالتحق بكلية أوتيس للفنون والتصميم بينما كان طالباً في المرحلة الثانوية، فيما التحق بكلية الفنون والتصميم في باسادينا أثناء دراسته الجامعية في ستانفورد في تخصص تصميم المنتجات التجارية. لكم أن تعلموا أيضاً أنه خلال دراسته الجامعية كان يستضاف كمرشد لاختيار التخصص المهني داخل وخارج أمريكا.

رحل عن جامعة ستانفورد في العام 2012م، وذلك بعد أن قدم عرضاً لمشروع التخرج واسمه (سنابتشات)! تفرغ إيفان لحلمه، ولم يجد بالطبع رفيقاً لتحمل أعباء الرحلة أنسب من صديقه روبرت ميرفي، والذي عمل معه قبل سنوات على تطوير موقع فيوتشرفريشمان، لمساعدة الطلاب على اجتياز عقبة اختيار التخصص وتعبئة نماذج التسجيل في الجامعات الأمريكية.

هل لاحظتم نمط التعليم المتنوع الذي حظي به إيفان سبيغل في مختلف المراحل؟ وبعيداً عن التساؤل الباحث عما هو متاح تعليمياً في بلادنا لاستيعاب وصناعة أمثال هؤلاء من المبدعين وأصحاب الأفكار النابهين، ما العوائق التي تمنع شبابنا من بزوغ نجمهم كرواد في مجال التطبيقات التي تباع بالمليارات؟
نقلا عن اليوم