3666 144 055
[email protected]
باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
Sam_Tardi@
منذ أكثر من 150 عاماً و نحن نستخرج النفط من باطن الأرض حتى أصبح اليوم كالعمود الفقري في حياتنا، في منازلنا التي نعيش فيها، في كتبنا التي نقرأها، في أكلنا و شرابنا، النفط في سياراتنا و طائراتنا، في مصانعنا و أجهزتنا التي أصبحنا نعتمد عليها بشكل كبير، بإختصار النفط الآن السلعة رقم واحد في العالم. لكن هل سألنا أنفسنا من قبل: كيف سنقضي يوماً واحداً من حياتنا لو انتهت آخر نقطة نفط في العالم؟
العديد من الخبراء الجيلوجيين والاقتصاديين حذروا العالم بأن النفط سينضب عاجلاً أم آجلاً، و أن الاعتماد عليه كمصدر رئيسي في حياتنا دون البحث عن بديل مساند سيؤدي إلى كارثة كبيرة و أزمات اقتصادية، اجتماعية و سياسية. التوقعات المستقبلية تفيد أن العالم سيحتاج إلى المزيد من الطاقة، المزيد من الطائرات و السيارات، و المزيد من المواد الغذائية نظراً للزيادة في النمو السكاني. لذلك بدأت العديد من دول العالم الآن بإتخاذ خطوات من شأنها البحث عن بديل للوقود الأحفوري للحد من خطورة الأزمات المستقبلية. يقول روب هوبكينز -ناشط وكاتب في القضايا البيئية- النفط الذي يعتمد عليه عالمنا اليوم سينتهي يوماً ما، علينا أن نُجهز أنفسنا لحياة بدون نفط و نضحي بترفنا من أجل بناء مجتمعات و أنظمة مستقلة تماما عن الوقود الأحفوري .
نحن اليوم -جيل الذهب الأسود- نتسائل بإستمرار؛ كيف استطاع الناس أن يعيشوا حياتهم قبل أن يُكتشف النفط؟ كيف كانت تنقلاتهم بدون سيارات و طائرات؟ كيف كانت اتصالاتهم بدون هاتف نقال، كمبيوتر، و إنترنت؟ و في المقابل ستأتي الأجيال القادمة و تتسائل عن استنزافنا و استهلاكنا المفرط للنفط؛ و لماذا لم نفكر نحن جيل -الذهب الأسود- في المستقبل؟ للأسف جيلنا اليوم يعيش على أعلى قمة في جبل النفط، نستهلك و نستغل ميراث الجيل القادم أبشع استغلال.
أخيراً… بإمكاننا نحن جيل اليوم أن نصنع التغيير، علينا أن نحافظ على مواردنا الطبيعية و نؤمن بأن ترشيد الاستهلاك هو أول البدائل و الحلول، إضافةً إلى ذلك نحن بحاجة إلى زيادة في الأبحاث و الدراسات التي تهتم بالطاقة المتجددة التي ستكون طاقة المستقبل لكل دول العالم. و ليتحقق لنا هذا، نحن بحاجة إلى تعاون مشترك بين المواطن و الحكومة، بحاجة إلى مجتمع حيوي متعلم منتج للأفكار، و حكومة تحتضن هذه الأفكار و تُحولها إلى واقع. أنا و أنتم محظوظين اليوم لأننا لازلنا نعيش في عصر النفط و على الرغم من ذلك علينا أن نتذكر دائماً بأن هناك يوم ينتظرنا جميعاً: يوم بلا نفــــــــــط…!
خان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734