أفضل طريق لتكوين ثروة هو الإستثمار والتجارة مع ماتحمله من مخاطر وصعوبات قد تؤدي حتى الى الإفلاس في أحيانا كثيرة. انشاء عمل خاص يستوجب العديد من المتطلبات من رأس مال، مهارات، معرفة ، خبرة في السوق وغيرها وهو يحتاج للنفس الطويل وإلا لأصبح الكل تجار بدون موظفين .
في ظل هذه التحديات ووسط المنافسة التي تزداد شراسة مع تطور رغبات الزبائن ، زيادة المنافسين ودخول عوامل خارجية إقتصادية وتنظيمية ، مازال الأمل بالنجاح يغري العديدين للدخول ولكن .
هناك عوامل أخرى لم يأخذ البعض من المستثمرين بحسبانها نورد لكم أمثلة بسيطة عنها :
*شاب يدخر كل مايستطيع ويفتح محل حلويات مستوردة ولكنه يصطدم ببيروقراطية بعض الادارات الحكومية ويخسر بضاعته في الميناء بسبب طول فترة الإنتظار وسوء التخزين .
مستثمر يرى فرصة مناسبة لافتتاح مطعم متخصص يقدم تجربة مميزة ولكن التراخيص ، الإجراءات واستقدام العمالة اللازمة أخذت منه أكثر من سنتين وإنتهت بين أن يدهن السير لتمشي الأمور أو ينتظر سنتين أخريين لإتمام تنفيذ الإعداد فقط لإفتتاح المطعم متحملا تكاليف إيجار بدون دخل.
*شابة تمتلك مهارات متميزة في التزيين والمكياج فتقوم بفتح ( مشغل) نسائي وبعد المشاوير الطويلة للتراخيص والتجهيز تصطدم بمعوقات الوكيل، العمالة النسائية الغير متوفرة فتحتار بين المخاطرة بتوظيف بنات لاتعرفهن ولسن على كفالتها( مما يعرضها للغرامات) أو الصبر على توظيف مواطنات لايكدن يستقرن في وظيفتهن أكثر من شهرين.
*موظف في شركة سوبرماركت يأخذ خبرة جيدة في أعمال البقالات ويقرر فتح مشروعه الخاص الصغير ويرى كيف أن البقالات الصغيرة المنتشرة في الأحياء تحقق مكاسب لابأس بها. يتفاجأ بعد الإفتتاح أن هناك مافيا من العمال الأجانب تسيطر على السوق وتعمل بنظام الشفتات وتبقى مفتوحة تقريبا أغلب اليوم بحيث يصعب على أي مواطن منافستها.
*شاب يرى آثار الربح الممتاز على بعض ملاك مغاسل الملابس ويقرر الدخول للمنافسة ليتفاجأ بأن المنافسة صعبة في السوق المكتظ وأن الكثير من المحلات ليست الا واجهة لتغطية أعمال أخرى.
معلمة متقاعدة مبكرا تطمح لوضع بصمتها الخاصة في إسلوب التدريس بإنشاء مدرسة خاصة صغيرة لكنها تصطدم بعوائق أهمها إيجاد طاقم التدريس المؤهل ، اتراخيص وأيضا الوكيل مرة أخرى.
*مهندس بخبرة صناعية ممتازة يقرر أن يفتح مصنعه الخاص بإنتاج قطع غيار للمصانع وينجح ويتوسع في الإنتاج لكنه يتورط في الأمور المالية نتيجة قلة خبرته المحاسبية وإعتمادة على محاسبين بطريقة نقل كفالات لاتتجاوز خبرتهم إدارة مخبز صغير مما يضطره لتصفية المصنع.
أرض الواقع تختلف جذريا عن مانراه في الأفلام والقصص، التجارة تحدي وليس بالضررورة أن يصلح لها الجميع . النجاح في التجارة ليست مثل نزهة في حديقة ، فكر جيدا، استغل الفرص، خطط وضع دوما إحتياطات لتحديات من داخل وخارج مؤسستك وجهز نفسك لها. الفرص موجودة دائما ولكن الصعوبة هي في إيجادها وتطبيقها عمليا والرزق على الله.
أحسنت أبو محمد والله يعطيك العافية
بالاضافة إلى ماذكرته من أمثلة للواقع المؤسف الذي إضطر الكثير من إلغاء تجارتهم وهي زيادة القوانين والاجراءات المفاجئة وتكلفة مالية لم تكن في الحسبان مثل غرامة عدم السعودة وحتى اذا كان المالك سعودي فانه لايكفي الا بنسبة وتناسب في اعداد العمالة الأجنبية والسعوديين وقد طبقت هذه الغرامة في جميع الاعمال المناسبة للسعودة والغير مناسبة لهم مثل اعمال عمال التكييف او التنظيف او البناء وغيرها وبالإضافة الى أنها غير مناسبة لاتوجد كفاءات سعودية تغطي السوق وإن وجدت فإنها شقت طريقها في الشركات الكبيرة حيث الراتب العالي والمميزات الوظيفة الاخرى بعكس المؤسسات الصغيرة التي يكون دخلها قليل وبالكاد يغطي مصاريف صاحبها ولنا تجربة في ذلك حيث وضعت إعلانا لوظيفة في المؤسسة التابعة لوالدي فلم أتلقى إلا اتصالات قليلة تستفسر عن الراتب وأوقات الدوام ثم تعرض سَعوَدَة وهمية بدون عمل ، وللوالد تجارب كثيرة في توظيف السعوديين قبل سن هذا القانون فلا يلبث في الا مدة قليلة جدا وينتابه الكسل ثم يخرج من الوظيفة او يكون عبئا ثقيلا على صاحب العمل حيث التأخير واللا مبالاة والغياب وبالتالي ارباك العمل وسوء السمعة.
هذا ما أحببت أن أضيفه من الواقع الموجود المؤسف.
ولكم تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته