الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أحزن كثيراً عندما أرى ذاك الشاب السعودي يضع لوحةً كتب عليها ” للتقبيل” أمام مشروعه الصغير الذي كان يظنه بوابته الكبرى إلى عالم الثراء و الأثرياء.
هذا الشاب و الكثير أمثاله من حقهم معرفة سبب خسارتهم و من المتسبب في ذلك ، ولذلك لابد على وزارة التجارة و الغرف التجارية من دراسة ميدانية توضح أسباب خسائر هذه المشاريع ومن المتسبب في ذلك ومحاولة معالجتها لدى الجهات المعنية المرتبطة بتلك المشاريع .
في هذا المقال أحب أن ألخص أسباب التعثر التي أخطأ فيها أصحاب تلك المشاريع بعيداً عن مشاكل وزارة العمل مع المشاريع الصغيرة و عقبات الجهات التمويلية .
من وجهة نظري أن أهم الأسباب لفشل المشاريع وتعثرها هو عدم دراسة الجدوى التسويقية للمشروع المختار و السوق المستهدف بشكل علمي ، وساهم في هذا وجود العديد من مكاتب الدراسات و الاستشارات التي لا تراعي الأمانة في تقديم تلك الدراسات ، و للأسف فإنني أشاهد كذلك بعض الجهات التمويلية تعطي نماذج لدراسات الجدوى فيها الكثير من النقص بل تكاد تكون دراسات قاتلة للمشاريع والاجدر تسمية هذه النماذج “دراسة تكاليف” وليس دراسة جدوى متكاملة بمكوناته المالية والتسويقية و الفنية .
السبب الثاني لفشل تلك المشاريع هو عدم الاهتمام بالجانب التسويقي العلمي كمزيج والخلط بين التسويق و الترويج و الإعلان ، لذلك فإن ضعف و عدم انسجام مكونات المزيج التسويقي ” السعر – المنتج – الترويج – المكان” يتسبب حتماً في فشل أي مشروع حتى ولو صرفت عليه الملايين .
ثالث الأسباب من واقع الخبرة هو رصد راس مال أقل مما يتطلبه المشروع وذلك بناءً على دراسة متهالكة أو حتى تقييم خاطئ للسوق وعدم وضع بنود احتياطية لمدة تشغيل كافية للمشروع ، ولذلك يتفاجأ هذا الشاب عند افتتاح مشروعه انه لايملك المال الكافي لتشغيله .
باختصار هي ثلاثة أمور دراسة جدوى محترفة ومزيج تسويقي متكامل ومنسجم وراس مال كافي تم رصده بعناية ليتناسب مع المشروع ولن تضع لوحة للتقبيل أبداً إن شاء الله .
المرشدي
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال