3666 144 055
[email protected]
رئيس تنفيذي لاحدى الشركات الاستثمارية – نيويورك
[email protected]
في حين كان الجيش اليوناني منهمك في صد هجوم القوات الايطالية التي هاجمت اليونان من جهة الحدود الألبانيه في أكتوبر 1940, هاجمت القوات الألمانية اليونان من جهة الحدود البلغارية في مارس 1941. أستبسل اليونانيون بشدة برغم قلة عددهم وعتادهم ولكن بدون جدوي ووقعت أثينا في قبضة الألمان في مايو 1941.
المتابع للأسواق مؤخراً و للدراما اليونانية يمكن أن يري كيف أن التاريخ يعيد نفسه مع فارق أن المصرفيين حلو محل العساكر والديون محل الأسلحة الثقيلة. اليونان اليوم تجد نفسها في وطأة حصار مالي من قبل مجموعة دائنين تقف علي رأسهم المانيا والخروج من هذا الحصار مرهون بموافقتها علي نقل الوصاية لصالح الدائنين علي أصول وطنية تقدر بـ 50 مليار يورو وتشمل مطارات, مواني, محطات توليد كهرباء, وحتي صيدليات ومخابز حكومية. أضافة الي ذلك سيتحتم علي اليونان تغير الكثير من هيكلية النظام الأقتصادي والأجتماعي ولا سيما في ما يتعلق بنظام المعاشات والضرائب.
بالأمس وفي فصل اخر من هذة الدراما اليونانية, صٌوت البرلمان اليوناني بالموافقة علي شروط الدائنين بعد جلسة عاصفة أختلط فيها ولاء أعضاء الحزب الحاكم بالمعارضة والعكس, حيث صوت كثير من أعضاء المعارضة لصالح برنامج التقشف الذي تبناة رئيس الوزراء تسيبراس في حين صوت ضدة أعضاء حزبة اليساري ونتج عن هذا التصويت مظاهرات شعبية تعبيرا لما يعنية هذا الأتفاق من سلب للسيادة الوطنية لليونان لصالح دائنيها وفي مقدمتهم المانيا وأيطاليا.
أليونان اليوم تجد نفسها تعيش نفس الكابوس الذي عاشتة أبان الحرب العالمية الثانية ولكن هذه المرة بيد الحكومات المتعاقبة منذ تبنيها اليورو و التي تبنت سسياسات مالية وأقتصادية خاطئة أدت لغرق اليونان في مستنقع ديون حجمة 524 مليار يورو منها 323 مليار يورو ديون خارجية تشمل 56 مليار لألمانيا و 42 لفرنسا و 37 لأيطاليا. ومن سخرية القدر أن ألمانيا تعارض تماما أعفاء اليونان ولو من جزء من ديونها في حين أن اليونان كانت أحدي الدول الموقعة علي أتفاقية أعفاء ألمانيا من 50% من ديونها أبان الحرب العالمية الثانية في عام 1945.
ما زالت فصول هذة الدراما تتكشف يوما بعد يوم وهناك أسئلة كثيرة منها: ماذا لو لم تستطع اليونان الألتزام بشروط الأتفاقية الأخيرة برغم التصويت لصالحها؟ وماذا سيحدث أذا خرجت من منظومة اليورو؟ هل ستنتهز روسيا الفرصة لكسب اليونان لصفها ,الذي تري فيه خيار بديل لمد خط أنابيب الغاز الجنوبي لتفادي المرور بالأراضي الأوكرانية؟ وهل سيسمح الناتو بذلك؟ الأسئلة كثيرة والأجوبة غير واضحة ولكن من شبة المؤكد هو أن أي من السيناريوهات سوف يضع ضغوطا علي اليورو مما يجعل أحتمال وصول اليورو الي مستوي ال 1 دولار أقرب من أي وقت مضي منذ بداية الأزمة اليونانية في عام 2010.
عمرو
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734