الصندوق القابض وصناديق الطروحات الأولية

مسؤولة صناديق استثمارية [email protected] حققت صناديق الطروحات الأولية في السوق المالية السعودية أداءً جيداً منذ بداية العام الحالي 2015، حيث تراوح أداء أفضل خمسة صناديق بين 17 – 28% خلال النصف الأول من العام. وشهدت هذه الفئة من الصناديق إقبالاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت أعدادها من 3 صناديق في عام 2008 إلى 11 صندوق في نهاية عام 2014. ومع نهاية الربع الثاني للعام 2015م، زادت صناديق الطروحات الأولية لتصل إلى 21 صندوق. ومن المتوقع أن يستمر العدد بالارتفاع؛ خصوصاً مع توجه شركات الوساطة التابعة للبنوك لإصدار صناديق طروحات أولية والتي طرح منها مؤخراً أربعة صناديق. ومع تعدد صناديق الطروحات الأولية واختلاف أداؤها، قد يحتار المستثمر في اختيار الصندوق المناسب لأهدافه الاستثماريه ومستوى المخاطر المتناسب معها؛ لذلك فإن فكرة إصدار صندوق قابض يستثمر في صناديق الطروحات الأوليّة الموجودة في السوق أصبحت من المناسب تطبيقها حالياً على أرض الواقع. وتعود فكرة الصندوق القابض إلى الستينات الميلادية؛ بعد النمو في عدد صناديق التحوط آنذاك، وحاجة الأسواق المالية لصناديق تحوط ذات مستوى مخاطرة أقل. ففي عام 1969م، طُرح في سوق لندن للأوراق المالية أول صندوق قابض يستثمر في صناديق تحوط أخرى. وتتميز الصناديق القابضة عن الصناديق الأخرى بأنها تمنح المستثمر فرصة الحصول على متوسط عائد الصناديق الموجودة بمستوى مخاطرة أقل، حيث يتناقص مستوى المخاطرة مع تعدد الصناديق المستثمر بها من حيث الأهداف الاستثماريه، واستراتيجيات الاستثمار، وكذلك جمع خبرات وإدارة الصناديق الأخرى في صندوق واحد. ولعل من أبرز التحديات التي تواجه الصندوق القابض هي ارتفاع نسبة المصاريف بسبب مصاريف الصناديق الأخرى التي يستثمر فيها الصندوق بالإضافة إلى مصاريف الصندوق نفسه، ولكن على المستثمر أن يدرك تماماً أن الصندوق القابض يقدم له خدمة المفاضلة بين الصناديق الموجودة واختيار الأفضل بناءً على معايير محددة لدى مدير الصندوق القابض. وبالرغم من أن الصناديق القابضة موجودة حالياً في السوق المالية السعودية، إلا أنها تقتصر على الاستثمار في صناديق مدير الصندوق نفسه، وبالتالي تفتقر إلى ميزة تنويع الاستثمار مابين أكثر من مدير الصندوق، وهي ميزة تعالج سلبية عدم قدرة مدير الصندوق دائماً تحقيق أفضل اداء في كل الفترات. وقد تتوسع الفكرة إلى الاستثمار في صناديق استثمارية تستثمر في مجالات استثمارية أخرى مثل الصكوك والمرابحات وأسهم الأسواق العالمية. الجدير بالذكر أن لائحة صناديق الاستثمار الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية في المملكة تضمنت في المادة 43 تحت الباب الثامن والمتخصص بفئات صناديق الاستثمار لائحة خاصة بالصندوق القابض. فهل نرى قريباً طرح صندوق صناديق الطروحات الأولية في المملكة ؟. نوت