لماذا اتجهت كبرى الشركات العالمية لتعيين مدراء هنود

awalmatar@

نشر مقال في موقع بلوميبرغ الاخباري للكاتب ليونيد بيرشسكي عن أسباب اختيار شركات كبيرة لمدراء عامين هنود أو من أصول هندية.1-ميكروسوفت
2-بيبسي
3-بنك دويتشه
4-ماستر كارد
5-أدوبي سيستمز
6-دياجيو
7-غلوبال فاوندريس
8-جوجل ( تم تعيين مدير هندي مؤخرا)
سأذكر فيما يلي مقتطفات من المقال بصياغتي ولنترك التعليق فيما بعد

*جميع المدراء المذكورين في معدلات عمرية بين الاربعينات والخمسينات
*جميعهم تخرجو من جامعات أمريكية وبريطانية إضافة لتعليمهم في مدارس االهند
*مستوى عائلاتتهم مختلف ماديا وكذلك تخصصاتهم ومناطق نشأتهم
*أغلبيتهم الساحقة نشأت في شركاتهم وتسلقو الدرج من البداية واكتسبو خبرة واسعة بطبيعة عمل الشركة

ولكن لماذا الهنود هم البارزين وليس البرازيليين أو الروس مثلا ؟
انه يرجع في الغالب للثقافة الهندية ومن أهم مميزاتها
1.تنظيميا
يتوفر في مدينة حيدر آباد معقل تقني يوفر التدريب والتطويرللشباب إضافة لذلك ركزت الحكومة الهندية على انشاء جامعات تركز على تخصصات الأعمال لتكوين قياديين مميزين
2.فرديا
المدراء الهنود يحبون المشاركة في صناعة القرار واقامة علاقة وثيقة ذات معنى مع مرؤسيهم بحيث نادرا ماتجد من هذه المجموعة مديرا دكتاتوريا. المعاملة الشخصية بحيث يعامل الموظف كإنسان وليس مجرد رقم وظيفي في الشركة إضافة لتواضع المدراء الهنود (كغالب منطقة جنوب آسيا). أول ايميل كتبه مدير ميكروسوفت (ساتيا ناديلا) لموظفيه يوم تعيينه ، ذكر فيه فخره بأنه عضو في عائلة ميكرسوفت وعرض تجربته التي امتدت من 22 عاما وكيف أن بيئة العمل كانت وستبقى محفزة للجميع وأنه مثلهم يتأثر بمحيطه وعائلته ثم شرح لهم من هو وماذا يريد و الى أين يتجهون.
خطاب يستحق الـتمعن فيه ( للمهتمين ، هذا الرابط باللغة الانجليزية)
https://news.microsoft.com/2014/02/04/satya-nadella-email-to-employees-on-first-day-as-ceo/

قبل الدخول في التعليق أحب أن أذكر بأن االحالات السابقة ليست تلميعا لجنسية دون غيرها فبين ظهرانينا يعيش الملايين من الهنود وهم بطبيعة الحال يختلفون في الامكانيات، طريقة التعامل ، مستوى نجاح النتائج.
ماذا يمكن أن نستفيد من تجربة الهند؟:
1-الأساس يكمن في التعليم والتدريب، تركيز العائلات الهندية على توفير أفض المدارس لأبنائها ( مستوى وليس بالضرورة أغلاها سعرا)
2-الثقافة الاسيوية والبيئة التي يعيشونها غرست التواضع وتقديس العمل المنتج والاعتماد على النفس بحيث لايمانع عن شغل أي وظيفة مادامت تفتح له باب رزق.
3-أنظمة الدولة التعليمية،التجارية والقانونية تشجع على التطوير والابداع مما ينتج باستمرار كفاءات متفوقة ( عدد السكان الكبير له دور في ذلك حيث تزداد فرص النجاح).
4-الإنفتاح على البيئات الأخرى والسعي للاستفادة من علوم المجتمعات الأخرى عنصر أساسي . الهندي لاتوقفه الحدود بل نراهم يتجهون لمختلف بقاع العالم سعيا للرزق ولتطوير المهارات.
5-توفير الدعم للمبتدئ والأخذ بيده حتى يستطيع الوقوف على قدميه.
6-النظر للمستقبل والسعي الدائم للتميز والتفوق على المنافسين.

هذه بعض النقاط التي نستطيع فيما لو تم تطبيقها عندنا فعليا بعيدا عن التنظير أن تساهم في وضع طريق لنا ولأبنائنا في خارطة المنافسة العالمية . كفاءة الفرد وقدرته على قيادة وتطوير أداء المنشاة/الإدارة هو المحك عند اختيار قيادتها.

المطر