الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ذكر المهندس علي الزيد رجل الأعمال المعروف ورئيس اللجنة الوطنية للإسكان في ورقته القيمة التي طرحها في مركز عبدالرحمن السديري الثقافي عن أزمة الإسكان أنه كان يتردد على
مكتبه الكثير من الشباب الذين كانوا يتقدمون بطلب تمويل لبناء منازلهم وذلك عندما كان رئيسا لشركة دار التمليك العقارية، وكانت القروض المطلوبة تتراوح بين 800 ألف إلى مليون
ريال، وعندما كان يسألهم عن المرتب كان المتوسط سبعة آلاف ريال، وهذه مشكلة تضاف إلى مشاكل الإسكان المتراكمة وهي جزء لا يتجزأ من مكوناته التي لم يتم تفكيكها وعلاج كل مكون
على حدة.
المقصود هنا أن المسافة بين متطلبات القرض وحجم الراتب تبدو أكبر من أي مسافة في أي بلد آخر ولهذا أسبابه الناتجة إما عن ضعف الدخول أو ارتفاع تكاليف المنازل أو لتقادم ثقافة
السكن أو لكل هذه العوامل مجتمعة.
وللتدليل على مدى تفاقم هذا المكون فإن طالب القرض حتى لو وافق على سداد نصف راتبه كقسط شهري فإنه يحتاج إلى ربع قرن لسداد هذا المبلغ الذي لن يقرضه له أحد في الأساس.
الذي أقصده أنه رغم أن الأجور لم ترتفع بشكل عام في القطاع العام وظله القطاع الخاص طوال أربعة عقود إلا بنسبة طفيفة، إلا أن أسعار الأراضي وتكاليف البناء سايرت السوق وتماشت
مع قانون العرض والطلب في البلد فكانت هذه الفجوة الكبيرة.
هذا المكون مثلا – وغيره من مكونات أزمة السكن – جزء لا يتجزأ من التشوهات الاقتصادية في البلاد ولا علاقة لها بالإسكان ولا بوزير الإسكان كما نحاول إيجاد مشجب يختزل المشكلة في
شخص واحد أو جهة واحدة وكما درجنا في محاولة إيجاد الحلول لكل قطاع على حدة دون إيجاد حلول كلية لهذه القطاعات المتداخلة والمتناغمة باعتبار أن الاقتصاد ينعكس على قطاع
الإسكان وكلاهما – كنظام الأواني المستطرقة – لا يمكن تحقيق تقدم في جزء وترك الجزء الآخر.
لا يمكن أن تترك الإسكان 40 عاماً بلا تشريعات ولا تنظيمات مناسبة ودون منح كافية أو تطوير للأراضي ومن غير قروض بنكية ولا بيئة جاذبة للمستثمرين لتأتي وتعمل على حلها في
خمس سنوات فقط!!
وهذا هو السبب في كل «اللخبطة» التي تحصل حاليا فنحن كمواطنين ومشرعين ووزارة وحكومة كفريق كرة قدم عليه خمسة أهداف ويأتي في الوقت بدل الضائع ليخلصها في وقت
القصير وهذا أمر مستحيل مهما كانت مهارة المدرب وغنى الفريق وجدارة الأنصار.
نقلا عن عكاظ
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال