الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
طالب دراسات عليا
مينيسوتا- الولايات المتحدة الأمريكية
منذ أن بدأت أزمة اللاجئين السوريين وحتى الان فرّ ما يقرب الأربعة ملايين، مخلفين جمعا من الجرحى والدمار، عابرين سبلا ملأى بالمخاطر والأهوال، غرق وضياع، ومستقبل مجهول كان بالانتظار.
معظم الباحثين عن ملجأ آمن اختاروا المانيا التي طلبت من الدول المجاورة السماح للاجئين بالعبور حتى وصولهم للحدود الالمانية. رفعت المانيا اللوحات الترحيبية مستقبلةً اللاجئين السوريين بنوع من الحفاوة وحسن الاستقبال، كما أنشئ موقع الكتروني يعمل خصيصاً لجمع التبرعات والمساعدات بشتى أنواعها يدعى (Fluechtlinge Wilkommen) وتُعنى بالعربية (مرحبا باللاجئين).
هذا الموقع وفّر فعلياً المساعدة لعدد من اللاجئين السوريين كمنازل للإقامة المؤقتة، حيث تعاون مع موقع Airbnb الذي يعرض مساكن خاصة عبر قاطنيها للإيجار، ولكن للاجئين كانت بالمجان.
كما جهزت الحكومة الألمانية برامج تدريبية لتدريب الراغبين بالعمل من اللاجئين وهم الاغلبية العظمى لكثرة الرجال ممن هم في سن العمل، فقد بلغت نسبة الأفراد تحت سن ٣٥ عاما من اللاجئين السوريين قريبا من ٨٠٪ وهو العمر المثالي لكثير من الاعمال وخاصة التي تحتاج مؤهلات تقنية وقوة بدنية و لياقة جسمانية.
وافتتح المكتب الفدرالي لشؤون المهاجرين واللاجئين آلاف الوظائف و ١٢٠ مكتباً إضافياً للتسهيل على القادمين بتسجيل معلوماتهم، وهذه تعتبر فائدة كبيرة للباحثين عن عمل في المانيا؛ ذلك أن استقطاب المزيد من اللاجئين من العالم الثالث هو ما كانت تقصده الحكومة الألمانية في الفترة الحالية، وفقا لما ذكره التقرير السنوي الصادر من المكتب الفدرالي لشؤون المهاجرين واللاجئين (bamf.de).
لا أحد يستغرب هذا الموقف الإنساني الألماني إذا علمنا أن مخاوف كبيرة تنتظرها في المستقبل، حيث تشير الإحصاءات والمعلومات إلى أن عدد سكان جمهورية المانيا يقل تدريجيا كل سنة؛ بزيادة عدد الوفيات من كبار السن، وندرة المواليد سنوياً الذي لا تتجاوز نسبته 1.3 ولادة لكل امرأة، وذلك يُعد الأقل في العالم.
بالنظر لهذه المعطيات نجد مبررا كافيا لهذا الترحيب والموقف الإنساني الألماني من اللاجئين ، يتلخص في التالي :
الأول: إيقاف سرعة انخفاض معدل السكان، إذا علمنا أن بعض القرى قدمت استياءها من إغلاق مدارسها، بسبب عدم وجود أطفال ليدرسوا بها، الأمر الذي أدى إلى موت حياة هذه القرى ؛ فكان استقطاب مزيد من اللاجئين جزءاً من الحل، وقياساً على ذلك تصبح نسبة الولادة لكل امرأة بالمهاجرين ١،٦.
ثانيا: وهذا الأمر له علاقة بالقطاع الخاص، حيث إن كثيرا من الشركات الالمانية تشتكي قلة الأيدي العاملة، فكان الترحيب بالعاملين الجدد ممن هم في سن الشباب بخبرات كانوا أو بدونها، مما سيشكل فرصاً عظيمة لكلا الطرفين، حيث تشير الأرقام – وفقا لـ”رويترز” – إلى وجود ١،٨ مليون وظيفة شاغرة في المانيا هذا العام ٢٠١٥م .
ولعلنا نتساءل هنا .. يا ترى من المستفيد الأكبر من هذا اللجوء، الألمان أم اللاجئون ؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال