الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كان قطاع الطيران هدفا للخصخصة خلال المرحلة السابقة بهدف تحويله من قطاع تقليدي يشكل عبئا على الدولة ويعاني مشكلات متراكمة، وضعفا في النمو، إلى قطاع ربحي مرن قادر على مواكبة المتغيرات، وما أعرفه في هذا الشأن من خلال متابعتي أنه تم اتخاذ خطوات مهمة وتم تطبيق مراحل متقدمة من مشروع “الخصخصة،” حيث انطلق المشروع بخصخصة قطاع التموين وتأسيس “شركة الخطوط السعودية للتموين” وطرحها للاكتتاب العام ثم إدراجها في سوق الأسهم، وقد قرات أيضا أنها حققت نتائج جيدة، وقامت بتوزيع أرباح لملاك أسهمها، رغم عملية الغموض التي اتسمت بها خلال مرحلة التخصيص.
كما قرات أيضا من خلال تصريحات لمسؤولين في هيئة الطيران جاهزية ثلاثة قطاعات أخرى للخصخصة وتحويلها إلى شركات مساهمة وطرح أسهمها للاكتتاب، ومنها قطاع الشحن الذي سيتحول إلى شركة الخطوط السعودية للشحن المحدودة، وقطاع الخدمات الأرضية الذي سيتم تحويله إلى الشركة السعودية للخدمات الأرضية، وقطاع الصيانة والهندسة الذي سيتحول إلى الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران. كل هذه الشركات يجري العمل على استكمال إجراءات طرحها للاكتتاب العام مع هيئة السوق المالية كما تابعت من خلال تصريحات مسؤولي هيئة الطيران خلال الأشهر الماضية وتمثل هذه الشركات المرحلة الأولى من مشروع الخصخصة الاستراتيجي.
فيما ستشمل المرحلة الثانية كما هو معلن قطاع التدريب ممثلا بأكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، وأيضا قطاع الخدمات الطبية، الذي سيتم تحويله إلى شركة مستقلة كما سيتم تأسيس الشركة السعودية لتنمية وتطوير العقار، والشركة السعودية للطيران الخاص، التي تعمل وفق أسس تجارية ومن ثم تكتمل المنظومة بإعلان الشركة القابضة للخطوط السعودية لتضم جميع الشركات المذكورة وتكتمل بذلك جميع مراحل تخصيص الخطوط السعودية.
هذا التوجه الاستراتيجي لخصخصة الخطوط هو توجه قديم ومعلن وله أبعاده الاقتصادية رغم ما يواجهه من انتقاد بأنه يسير بشكل بطيء، ولكن ما يعنيني هنا هو الشركة الأساسية والناقل الوطني “الخطوط السعودية” وهي المحور الأهم في خريطة “الخصخصة”.
فمنذ الإعلان عن خصخصتها وفصلها عن “وزارة الدفاع” واختيار أول رئيس لمجلس إدارتها خارج إطار التعيين الحكومي والغموض يحيط بتفاصيل أدائها التشغيلي.
تستطيع أن تعرف الكثير من المعلومات عن أسطول الخطوط السعودية الذي يتجاوز 120 طائرة وعن عدد موظفيها الذي يقترب من 15 ألف موظف وعن وجهات الطيران التي تطير إليها وتتجاوز 90 وجهة محلية ودولية وتستطيع أن تعرف أنها نقلت أيضا 28 مليون مسافر بنهاية هذا العام، لكنك لا تستطيع أن تعرف ماذا حققت الخطوط السعودية من أرباح أو خسائر؟ كم ميزانية الخطوط السعودية السنوية؟ وكم الكلفة التشغيلية لرحلاتها المحلية والدولية؟ كم تصرف على مواردها البشرية وعلى خطط التدريب والتطوير وتقنية المعلومات ؟ كيف تعاملت مع المديونيات السابقة؟ أين قوائمها المالية المعتمدة؟ وغيرها من الأسئلة التي تجعلنا نطالب “الخطوط السعودية” بكشف حساب سنوي أسوة بشركات الطيران في العالم التي تعلن خسائرها وأرباحها وتفاصيل عملياتها السنوية بشكل سنوي للرأي العام.
إن استمرار عدم معرفة الأرباح والخسائر لمؤسسة وطنية لها مكانتها وماضيها العريق يتنافى مع مفهوم “الخصخصة” الذي نجحت فيه مؤسسات وهيئات حكومية وعلى سبيل المثال نحن نعرف ميزانية مؤسسة التقاعد واستثماراتها وأرباحها السنوية، وكذلك التأمينات الاجتماعية، وأيضا شركة الاتصالات، ولا أرى مبررا لتستثنى الخطوط السعودية من عدم إعلان حساباتها السنوية من بين سائر المؤسسات الوطنية.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال