متخصص في المعلومات الائتمانية
hmudhaffr@
يعمد خبراء التحصيل على إحراج المدين المماطل بالاتصال عليه خلال ساعات عمله أو التواصل معه في أوقات استرخائه مع أسرته أو تهديده ب…ق…س…
وبه يتوقع الخبراء أنه أدعى للاستجابة من المدين درءاً للفضيحة في العمل بين زملائه أو بين أفراد أسرته. ولذلك تجد أغلب شركات التحصيل تعمل على تأسيس مراكز اتصال تستوعب عدد كبير من المحصلين المتمرسين في اُسلوب الاحراج والإزعاج، وهذا من شأنه أنه أكثر إستفزازا وتبريرا للعناد والمكابرة من المدين، وأخيرا ثبت أن نسبة النجاح الذي يحققه هذا الأسلوب من التحصيل لا يزيد عن 4% سنويا، ولا يرقى الى المهنية في التعامل مع المجتمع ويفضي بالمدين إلى سرد الوعود الكاذبة والإرجاء إلى موعد الراتب القادم، وهي أفضل وسيلة للفكاك من إلحاح المحصلين.
ولكن عملية التحصيل هذه في اعتباري الشخصي عملية أشبه بعملية التشريح للميت وكما قال المتنبي “مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ” وعليها تقتات شركات التحصيل، فلا هي التي شفت غليل الدائن ولا هي أوقفت نزيف التعثر.
والعلاج الأمثل لهذه المعضلة يبدأ من قبل التعاقد بين الدائن والمدين، فيتم وبكل شفافية عرض الخدمة الائتمانية المناسبة لحاجة المستدين وما يتطابق مع قدراته المالية وبأسلوب مهني بعد تقييم وضعه المالي (المقارنة بين دخل المستدين ونفقاته الشهرية والمدخر منه) عبر ما يسمى بالمستشار الإئتماني، الوظيفة التي إستحدثتها مؤسسة النقد العربي السعودي لدى قطاع المصارف والبنوك، ويتوقع لهذه المهنة أن توفر مستقبل مهني باهر لأكثر من 1000 شاب في القطاع المالي.
ومن ثم يتم توجيه طالب الخدمة الائتمانية للمنتج الإئتماني الأمثل لوضعه المالي ونسبة المخاطر المقبولة في التعامل معه وشرح مفردات التعاقد والالتزامات المالية المستقبلية، وبهذا يكون قد حصل على شهادة إئتمانية مفصلة على تاريخه الإئتماني يقدمها لأي مؤسسة تمويلية، وله أن يفاوض على نسبة المرابحة ويختار بين أقل سعر تمويلي،وبهذا يحقق المستدين مأربه المالي ويبدأ مع الدائن المسار المالي الإئتماني المنتظم. وللمدين أيضا الحق في الرجوع للمستشار الإئتماني خلال فترة التعاقد لأي إستشارة مالية اذا توقع المرور بضائقة مالية أو منزلق تعثر لإيجاد الحلول الائتمانية والمخرج الآمن دون التعثر لأن المستشار الإئتماني هو العنصر المحايد بين الدائن والمدين.