3666 144 055
[email protected]
رئيسة قسم المحاسبة بجامعة الأميرة نورة
Aysha_AlSalih@
الايمان بوجود خالق لهذا الكون موجود منذ القدم، واختلف الناس في انتماءاتهم الدينية بحسب ايمانهم، وحسب معتقداتهم، وتنوعت الديانات بين الشعوب، وأثر التدين على السلوك الإنساني داخل المجتمعات، واصبح مؤثراً وموجها للسلوك. ومن ذلك الشعور بالمساواة والرحمة التي قد يكون لها آثار عميقة على التكافل الاجتماعي في المجتمع، والعمل على تقديم توجيهات متعلقة بإدارة العلاقات الإنسانية والتعاملات اليومية التي تواجهنا في كل يوم، فكثير من التعاليم الدينية تتعلق بالمعاملات المالية،والثروة، والسلوك الأخلاقي في التبادل التجاري، والتطرق لأيديولوجية الجشع والمخاطرة، والحث على الأعمال الخيرية والتكافل بين الناس.
بطبيعة الحال في أي مجتمع توجد قيم معينة تساعد على توجيه الأفراد في كيفية التصرف السليم في حالات معينة، ومنها التعاملات التجارية، ويعتبر الالتزام الديني أهم ظاهرة وقاعدة اجتماعية بين المجتمعات حول العالم حيث يتمتع الدين بنفوذ كبيرمن خلال تأثيره على قيم الناس وعاداتهم وسلوكياتهم، وتنتقل هذه الممارسات من جيل إلى جيل من خلال عملية التعلم والتفاعلمع بيئة واحدة، وليس من خلال العمليات الوراثية، ونتيجة لذلك تؤثر هذه القيم على كيفية التصرف بشكل يعد مقبولا اجتماعيا من قبل أفراد المجتمع.
إن الانتماء الديني في السياق الثقافي هو نظام موحد منالمعتقدات والممارسات المهمة في المجتمع والتي بدورها، تشكل جزءا أساسيا من العناصر المعرفية أو الأيديولوجية لثقافة الناس. والتدين يعتبر قوة رئيسية متماسكة، إن لم يكن الوحيدة، في بعض المجتمعات، لأن الانتماء للدين يعد مقدسا، يتم قبول النظام قيمته بشكل مطلق من قبل جميع أفراد المجتمع ويصبح جزءا من كل جوانب الحياة، من الأسرة والتعليم ومكان العمل إلى المنظمات والمؤسسات الحكومية، ومن هنا يعتبر الدين مؤثراً على الثقافة والقيم في آن واحد، ويعتبر وسيلة للحياة التي تشجع الناس على السعي لقيم أخرى.
ونتيجة لذلك، فإن مفهوم المصرفية الإسلامية في الدين الإسلامي، تحتوي على كافة هذه المواضيع لتوفير السياق الذي يخلق الإلتقاء بين التدين والاقتصاد والمصلحة الذاتية والتسويق،فالتأمين كمنتج مالي على سبيل المثال يثير مشاكل داخل إطارديننا الإسلامي، حيث يعتبر التأمين نوعا من أنواع القمار، حيث أن المؤمن يقوم بتسديد قسطه مقابل التأمين ضد الضرر وفقدانه كله (إذا لم يحدث الضرر المراد التأمين عنه) أو تلقي مبلغ أكبر بكثير من القسط المدفوع (عند حدوث الضرر المؤمن عنه)، فالقمار على وجه التحديد يعتبر محرماً في الإسلام.
ثانيا، إن التأمين التقليدي وعادة ما يتعلق باستثمار أقساط التأمين الذي لا يخلوا من الفائدة، وهذا يخالف مفهوم تحريم الربا من استلام أو دفع للفوائد، ونتيجة لذلك يعتبر العديد من الفقهاء أن التأمين التقليدي غير جائز حيث أن حرمته جاءت نتيجه لمخالفته قواعد الشريعة الإسلامية، ولمعالجة هذه المشكلة، قد وضع مفهوم التكافل كشكل بديل من أشكال الحماية.
ويتفق الباحثون على أن كل الديانات تحدد الممارسات وتفرض نفوذ على النظم والقيم المجتمعية لاتباعها من خلال عملياتالتنشئة الاجتماعية، وعن طريق وضع الضوابط العقدية، والأعراف، والمواعظ، والقيم الأخلاقية، ومن خلال التشريعات المبينة للحلال والحرام، وهذه كلها تعمل على تشكيل السلوك، والممارسات للمؤسسات والأفراد، فعبر التاريخ ساهم الانتماء الديني بشكل أو بآخر في صياغة الممارسات التجارية، ونسج خيوط علاقاتها بالإضافة إلى أن التشريعات الدينية وأحكامها والتزام الناس بها، والذي شجع الكثير من التجار على الخروج بمنتجات تدغدغ مشاعر الناس الدينية، وللحديث بقية.
عائشة
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734