3666 144 055
[email protected]
مستشار مالي
[email protected]
هل نحن على أعتاب انهيار الأسواق المالية؟ تساؤل دائما يأتي عند بلوغ التشاؤم مبلغه في الأسواق وتعاظم السوداوية في أعين شريحة كبيرة من المتداولين هنا او في الأسواق العالمية. في الحقيقة لا أعلم هل فكرة انهيار الأسواق بشكل كامل وتلاشي الثروات والأصول المالية قابلة للوقوع أم لا؟ وهل هي قريبة أو بعيدة؟
أسئلة لا املك الإجابة عنها لكن أعلم وبشكل قاطع أننا مررنا بهذه الحالة من التشاؤم وتكرار هذا السؤال عشرات المرات منها ما شهدته بنفسي كمتعامل والباقي لم أشهده، ومنها على سبيل المثال احداث اقتصادية هزت العالم خلال الأربعين سنة الماضية.
في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات دخل الاقتصاد الياباني الذي كان هو المحرك الاقتصادي في ذلك الوقت في مرحلة كساد قوية نتيجة انفجار فقاعة الأصول، في نفس الفترة، تفاقمت مشكلة العجز الكبير للميزان التجاري للولايات المتحدة، وفي بداية التسعينات حدثت حرب الخليج وما سببته من مشاكل اقتصادية قوية وانهيار أسعار البترول الي اقل من 10 دولار في النصف الثاني من الثمانينات.
انهيار سوق السندات عام 1994، الانهيار العظيم للأسواق الناشئة عام 1997، رعب Y2K (ولمن لم يعاصره هو رعب تعطل الأنظمة لدى بنوك العالم بسبب عدم مقدرتها على التحول في خانة التاريخ من 31-12-1999 الي 1-1-2000)، أحداث الحادي عشر من سبتمبر وذعر الأسواق الكبير في وقتها، انفجار فقاعة دوت كوم (شركات التقنية) الأمريكية، حرب العراق وسقوط صدام، انفجار فقاعة الرهونات العقارية الامريكية وما تلاها من مشاكل امتدت الى كل بلاد العالم والتي شهدنا إفلاسات لعدة دول وتخلف دول أوروبية كاليونان وافلاس مؤسسات مالية عريقة وأخيرا وليس اخرا ضعف النمو الصيني وتراجع النفط.
كل ما سبق ماهو الا استرجاع للذاكرة وأمثلة لما مر به الاقتصاد العالمي من تحديات وما كان يقال في كل حدث مما سبق أنه نهاية الأسواق وينتشر الرعب ويتم البيع بلا عقلانية ويتخلص المستثمرون من أسهمهم بلا تفريق بين الاسهمالممتازة والسيئة، مدعومة بتقارير لمحللين ينشرون الرعب ويضعون سيناريوهات لنهاية الأسواق والأصول ولكن (وهنا سوف أستشهد بالسوق الأمريكي بسبب ارتفاع كفاءته عن بقية الأسواق) السوق يعود ويرتفع ويحقق قمم جديدة بعد كل مشكلة اقتصادية وبعد كل سيناريو لانهيار الأسواق.
المشاكل الاقتصادية بالتأكيد لن تنتهي والمصاعب سوف تكبر لكن لا تصل بنا الأمور لتقبل فكرة نهاية العالم ونهاية الأسواق واعتناق التشاؤم في نظرتنا فهي لن تفيدنا وان كنت اعلم ان هنالك دوما من يعشق اعتناق مثل هذه الأفكار لكن تذكر دائما أن أعظم المستثمرين واغناهم لم يحققوا ثرواتهم الكبيرة من خلال فترات السوق العادية بل من خلال الازمات وشرائهم وانتقائهم لاسهم من الدرجة الممتازة باعها من أعتقد بنهاية الأسواق.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734