3666 144 055
[email protected]
متخصص في العلوم الإستراتيجية – عضو جمعية الاقتصاد السعودية
Dhefiri_F@
طالعتنا الكثير من الصحف والمقالات عن مستقبل الاقتصاد السعودي في السنوات القادمة ، والتي لا تزال تجهل الفرق ما بين المستقبل القريب والمستقبل البعيد . فلقد كانت الخطط التي وضعتها الحكومة تتحدث عن خطط تنفيذية تتم خلال خمسة سنوات لتحقيق أهداف سريعة لغرض حل بعض المشاكل الموجودة في هيكل الاقتصاد السعودي , والتي لا يزال الإعتماد على النفط هو أهم المشاكل فيها. وعلى الرغم من أن العمل على فك الارتباط بالنفط قد بدأ منذ الخطة الخمسية الرابعة 1985-1990 إلا أننا ونحن قبيل منتصف العام 2016 وبداية الخطة الخمسية العاشرة لم نستطع تقليل الاعتماد ولو بنسب قليلة .
وعند إسقاط مؤشرات الاقتصاد السعودي في الوقت الحاضر على المستقبل ( المتوسط/ البعيد ) , سنجد أن هنالك سناريو وحيد هو ما يحدد مصيرنا, ونعني استمرار الاعتماد على مصدر واحد هو بالاساس مصدر ناضب !
ولأن (المستقبل) ليس كما يتصوره البعض, مجهولاً بالكامل , فإننا نعني بالمستقبل هو (محاولات توقع مجموعة الإحتمالات لظاهرة معينة , أو تطور لمشكلةٍ ما في المستقبل). وهذا ما نسعى إليه، وهو توقع السناريوهات المختلفة للاقتصاد السعودي, ومحاولة تجنب السيناريو الأسوء , مع الاقتراب من السيناريو المفضل أو المرغوب به . ولتحقيق هذا , يجب علينا دراسة الظاهرة , ومعرفة المتغيرات التي تؤثر بها, ومن ثم التأثير على الظاهرة حتى نحصل على ما نحن نرغب به من مستقبل أفضل , وليس القعود وإنتظار مستقبل مجهول .
وفي حالة الاقتصاد السعودي, نجد أنه اقتصاد ريعي يعتمد على النفط بشكل رئيسي , ولا تشكل الصناعات الرئيسية فيه إلا صناعات تحويلية للنفط, وهذا ما دفع النائب التنفيذي السابق لرئيس شركة ارامكو الأستاذ ناصر بن محمد العجمي في مقابلة معه في صحيفة اليوم بالقول : بأن وضع مليارات الريالات في مصانع تعتمد على البترول ومشتقاته كان خطأ استراتيجي.
وبعد التحليل المستفيض للمتغيرات المؤثره في مستقبل الاقتصاد, يمكن لنا تطبيق نموذج المحاكاة , وهو النموذج الاشهر والذي قامت دول كالصين وتايوان ومجموعة النمور الأسيوية بتطبيقه, من أجل النهوض بالاقتصاد.
ففي السابق كان الاقتصاد الصيني يعاني الكثير من المشاكل , بسبب الحجم الهائل من السكان الذي يبتلع أي نمو يقدمه الاقتصاد , فلا يستطيع أن يوفر الكثير من الوظائف ولا أن ينشئ المشروعات الاستثمارية . إلا أنه نجح في حل الكثير من المشاكل, والارتقاء بالصين لمصاف الدول الصناعية الأولى بالعالم.
فالصين الان أصبحت الوجهة الاولى لرجال الأعمال والمستثمرين , وللعلم فالخطة الصينية بدأت تقريبا في العام 1974 من القرن الماضي. ففي دراسة للدكتور وليد عبدالحي ( المكانة المستقبلية للصين 2010 ) ذكر أن أول خطوة أتخذت في النهوض بالصيـن بدأت بالتعرف على المتغيرات المؤثرة على الاقتصاد الصيني , والتي كانت في قطاعات الزراعة و الصناعة والتقنيات والدفاع .
ولا يعني هذا بأنه يجب علينا أن نستخدم هذا النموذج بشكل كامل , أو استنساخ تجارب الأخرين , بل يمكن لنا التركيز قطاع واحد وبناء نموذج خاص بناء ومن ثم الانتقال للقطاعات الأخرى , حتى ترتقي جميع القطاعات , وبشكل متكامل لتشكل مستقبل معلوم وقوي للاقتصاد الوطني .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734