ما تحتاجه أقل بكثير مما تتخيّل

لديك فكرة مشروع، فتبدأ بالتفكير فيما تحتاج إليه للإنطلاق والعمل، ويبدأ عقلك أيضاً بتضخيم هذه الإحتياجات ليصعب عليك الفكرة! هل تعلم لماذا؟

عند مواجهة العقل لأي فكرة جديدة يبدأ بالبحث في الملفات الموجودة لمثيلاتها من التجارب المخزنه، فإن كانت هذه التجارب سلبية يبدأ بإرسال إشارات للجسد بالمشاعر السلبية المرتبطة بهذه التجربة، فتشعر بالحزن والقلق لتذكرك هذه التجارب الفاشله التي مررت بها من قبل فلاترغب بالعمل على هذه الفكرة الجديدة وتتركها!

وإذا كانت هذه الفكرة الجديدة لها مثيل في ملفات العقل من تجارب ناجحة يبدأ العقل بإرسال المشاعر المرتبطة بهذه التجارب للجسد، فتشعر بالحماس والإندفاع للعمل على هذه الفكرة لما مررت به من نجاحات سابقة في نفس النطاق. أما إذا كانت الفكرة غير مرتبطة بتجارب سابقة وليس لها ملفات مخزنه في عقلك ماذا سيحدث؟

سيبدأ العقل بإرسال إشارات تحذيرية للجسد أنه وجد فكرة جديدة ليس لها تجارب مسبقة “فالوضع مايطمن” وتبدأ مشاعر القلق والخوف بالظهور عليك لأنك لم تجربها من قبل، فتحاول أن تتغلب على هذه المشاعر وتفكر فيما تحتاج إليه لتبدأ العمل على هذه الفكره، ويرد عليك عقلك بأن هذه الإحتياجات كثيرة وصعبه وشبه مستحيله مثل: تحتاج رأس مال كبير، تحتاج لـ 100 موظف ومكاتب كبيرة، ليس لديك علاقات إجتماعية قويّة، ستعمل وتتعب لتفشل في النهاية، تحتاج لتفرّغ تام وأنت ليس لديك الوقت الكافي.

هل عرفت الآن لماذا أتتك هذه الأفكار؟ أنت تريد ماتعوّدت عليه وعقلك يهاجم الأفكار الجديدة لأنها ستخرجه من منطقة الراحه والإسترخاء، وسيواجه تحدّيات فيجب عليه المحاولة بقدر المستطاع ولفترة طويلة بأن يوقفك عن الإقدام والعمل على هذا الشيء الجديد، وسيكرّر عليك “إبعد عن الشر وغنيله” ليتأكد أنك لن تفعل شيئاً حيال الفكرة. (وهذا ينطبق على مواضيع الحياة كلها ليس بالشرط في المشاريع فقط)

وفي الواقع ماتحتاج إليه دائماً يكون أقل بكثير من ماتتخيّل، فكل البدايات كانت بسيطة جداً، وأغلب الشركات التي نجحت عالمياً بدأت في مرآب السيارات. فيجب عليك تبسيط الأمور وتسهيلها في عقلك لتتمكن من إتخاذ القرار والإستمرار في العمل بكل بساطة وسلاسة، وعند التغلب على كل هذه الشكوك والمخاوف ستصل إلى الحرية التي ستجعل منك شخص آخر لايقف أمامه شيء، عقلك لايريدك أن تصل لهذه الحريه لأنه مرتاح بالوضع الذي أنت فيه الآن، فهل ستسمح له بحرمانك منها؟