3666 144 055
[email protected]
محلل مالي واقتصادي
[email protected]
في الدول المتقدمة، ولنأخذ الولايات المتحدة على سبيل المثال، ينزل تقرير شهري ينشر في جميع الأخبار العالمية عن نسبة الوظائف في الاقتصاد، ليتمكن المستثمرين من تحديد وجهة الاقتصاد المستقبلية، وهل هناك مؤشرات لمواصلة النمو في الاقتصاد أم لا، بينما تجد في بعض الدول تضارباً شاسعاً في النسب، فهناك من يقول أن معدل البطالة 30%، وهناك من يقول أنها 11% فقط، وكأن الأرقام (مجرد لُعبة)!
في الدول المتقدمة يعرف المستثمرون من خلال المراجع الاحصائية النسب الدقيقة لعدد من يمتلك المنازل، وعدد الصفقات العقارية خلال اليوم الواحد والأسبوع والشهر، بينما في بعض الدول يصرح أحد الرؤساء التنفيذيين لأحد البنوك فيها، في مقابلة صحفية أجراها مع أحد الصحف المحلية، بأنه لا توجد (نسبة واضحة) لعدد من يمتلك العقار في هذه الدولة!.
في الدول المتقدمة إن كنت تريد معرفة عدد السكان فما عليك إلا زيارة أحد المواقع الرسمية، بينما في بعض الدول لا تعلم كم هو عدد السكان الفعلي، وكم عدد الأجانب، وكم عدد المُتستر عليهم، وكم عدد المزورين لجوازاتهم، وكأن هذه الأعداد المليونية لا يبنى عليها استراتيجيات اقتصادية، أو مشاريع استثمارية!
في الدول المتقدمة يبني حتى صغار المستثمرين استثماراتهم على (دراسات احصائية) لسلوكيات الأسهم، ايماناً منهم بأهمية الإحصاء في الدراسات، بينما في بعض الدول، (وإيماناً منها بأهمية الإحصاء) لا تقام بعض المسوح الاحصائية إلا مرةً كل عشر سنوات، مع العلم بأنها دولة ناشئة تنمو في اليوم الواحد، ناهيك عن النمو الهائل في الأرقام الذي سيكون خلال عشر سنوات!
في الدول المتقدمة تُولى القوة الشرائية اهتماماً كبيراً لدى صناع السياسات الاقتصادية، لا سيما وأن علاقاتها مباشرة في شراء المنتجات، والذي بدوره يعطي مؤشرات قوية على النمو المستقبلي الاقتصادي، بينما في بعض الدول احصاءات متوسط الرواتب للمواطنين يختلف من صحيفة لأخرى، (ربما يكون على حسب مزاج محرر الصحيفة)، وربما يكون عن طريق الواتساب (يا ابو فلان كم تتوقع متوسط الرواتب عندنا؟)! فهناك من يقول أن متوسط الرواتب (9,555 ريال) وهي صحيفة شهيرة، وهناك من يقول أنها (3,861 ريال) وهي قناة شهيرة أيضاً! (كل ما عليك فقط هو كتابة: متوسط رواتب المواطنين في تلك الدولة، ومن ثم استمتع بالمضاربة، عفواً التضارب في الأرقام).
في الدول المتقدمة يُذيل أي تقرير اقتصادي بأسماء المراجع الاحصائية، وعادةً ما تكون مرجع واحد رسمي، على سبيل المثال National Bureau of Statistics، بينما في بعض الدول تجد أن الرقم يتغير في موقع كل هيئة حكومية، وكأن كل واحد من هذه المواقع الحكومية له مرجعه الاحصائي الخاص به.
نقطة خروج: هل وجود بعض الدول في العالم الثالث (مؤامرة)، أم (نتيجة طبيعية) لكل ما سبق؟! أظن أنها مؤامرة!
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734