3666 144 055
[email protected]
كاتب متخصص في رأس المال البشري
الرئيس التنفيذي لقطاع خدمات الشركات – شركة حكومية
[email protected]
الشفاعة كما هو معلوم تعرف لغــة بأنها مصدر من الشفع وهو ضد الوتر وتعرف الشفاعة اصطلاحاً: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة. في كثير من الأحيان يتم التوسع في معنى الشفاعة الفضفاض ابتغاء إضفاء مشروعية فعل ماض كالسيف مقرون بالواسطة المستفيد منه مفعول لأجله تبوأ مالا يستحق وضحيته مواطن كفء جد واجتهد وأتم ماهو مطلوب للحصول على هذه الفرصة وبجدارة إلا أنه ممنوع من الصرف لأنه محروم من الوصول لهذه الشفاعة بحكم عدم معرفته لمن يعرف أحدا قد يعرف مسئولاً يقدر الشفاعات ويزعم أنه لا يقبل الواسطات !
تعاني كثير من المنشآت مثل هذا العبث الإداري المخل مما قد ينتج عنه في نهاية المطاف تجميع فرق عمل ( مسنودة ) تتكون من أعضاء غير قادرين على الأداء وغير مقدور عليهم لمحاسبتهم وتقييمهم ومن ثم تقويمهم وغالبا ما يكونون في الدور الأسفل من السفينة، ومحصلة هذه الشفاعة/الواسطة هي غرق السفينة وفشل منظم للمنظمة التي غضت الطرف عنه لقابل الشفاعة والشافع في المقام الأول ممن قدموا مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة التي تقتضي المفاضلة بنزاهة وتقييم المرشحين بحيادية لتهيئة فريق عمل متمكن قادر على تحقيق أهداف المنشأة وتطوير أدائها.
لكل ما تقدم اتجهت المنظمات الناجحة لسن وتفعيل السياسات التي تحد من مثل هذه التجاوزات التي تنخر في هيكل المنظمات مسببة عوائق متراكمة تحرمها من تحقيق أهدافها. سياسة توظيف الأقارب و سياسة تعارض المصالح من السياسات المنظمة التي تؤطر العلاقة بين مسؤولي المنشأة ومصفوفة صلاحياتهم التي قد يساء استخدامها بقصد او بغير قصد.
مسارعة الشركات الناجحة في اعتماد وتطبيق هذه السياسات يعيد التوازن للإدارات التنفيذية للقيام بواجباتها في ايفاء الجانب الأساسي لرأس المال البشري – التوظيف – كامل الأهمية والأهلية لاختيار المرشحين المناسبين لشغل الوظائف بناء على الاستحقاق الفني لكل وظيفة والمخطط لها بكل مهنية وحيادية بدلاً من تفصيل الوظائف على مرشحين محددين معظمهم لا يحقق 50% من متطلبات الوظيفة يضاف لها طبعاً 50% شفاعة !
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734