الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رئيسة قسم المحاسبة بجامعة الأميرة نورة
Aysha_AlSalih@
يعتبر خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي أمراً ليس بالمخيف بعكس ما يمثله الجميع، هذا ما ذكره الكاتب البريطاني “هيمش ماكري” Hamish McRae في صحيفة الاندبندنت البريطانية، حيث استعرض العديد من النقاط المهمة في هذا السياق، فقد ذكر أن العالم سيكون أكثر حذرا نتيجة ذكرى أحداث الثورة الصناعية قبل 100 عام، والتي افرزت نظام التجارة العالمي المفتوح قبل 70 عاماً والذي كان من نتائجه رفع مستوى المعيشة بشكل عام، والذي نجم عنه أيضا ضغوطات وتحديات.
كما بين “ماكري” أن التقدم الإقتصادي في الصين ومؤخراً في الهند قوبل بمقاومة من الغرب بدلاً من الإحتفال بهذا التقدم الكبير، حيث أبرزت عناوين الصحف الغربية التحديات الناتجة عن هذا التقدم بما في ذلك التأثيرات البيئية، والجدير بالذكر أن اقتصاديات الصين والهند، لم تشهد ركوداً اقتصادياً على الاطلاق جراء الأزمة المالية الكبيرة في (٢٠٠٨م-٢٠٠٩م)، والذي مازال يعاني منها العالم المتقدم.
ومما يؤكده “ماكري” أنه لا توجد توقعات بحدوث ركود اقتصادي عالمي مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، حيث أن للإقتصاديين سجل ضعيف في التنبوء بالركود الاقتصادي، وهذا ما يعطينا بعض الاطمئنان لتداعيات ذلك الخروج، خصوصا أن ماتشهده بريطانيا اليوم من تقدم في مجال التقنية الالكترونية والتي من الممكن أن تساهم في التخفيف من وطأة المشهد وتزيد من الرفاهية. ربما يسيء السياسيين التقدير في مدى النجاح والإنجاز، إلا أن التقدم الاقتصادي في أوروبا سوف يجعلها منطقة اقتصادية مزدهرة، على الرغم من اعتبارها منطقة راكدة إلى حد ما بالمقارنة مع بقية العالم.
من وجهة نظري أعتقد أن ما اقدمت عليه بريطانيا ربما يجعل الاتحاد الأوربي أكثر تكيفاً مع التحديات العالمية، وربما يفتح المجال الى مزيدٍ من التكامل الاقتصادي في بيئات تنافسية صحية، هذا بالطبع إذا أحسن السياسيون التعامل مع هذا المشهد وساعدوا بريطانيا في استثمار طاقاتها بما ينعكس ايجابا على القارة الأوروبية بشكل عام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال