الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعاني اطراف مجتمعية كثيرة من تأثير السهر. طلاب ينامون أو ينعسون في الفصول. وموظفون يتأخرون عن وظائفهم. هل نؤخر بداية الدراسة أو الدوام؟ طبعا لا، فالليل للنوم والنهار للدراسة والمعاش.
قال عز وجل: “هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه، والنهار مبصرا” سورة يونس الآية 67. وقال “وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا”، سورة النبأ الآيتان 10 و11. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يؤخر صلاة العشاء وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها.
وهناك دراسات كثيرة تثبت أن النوم ليلا خير من النوم نهارا، وخاصة للصغار. خذ على سبيل المثال دراسة مركز اضطرابات النوم في جامعة كاليفورنيا/ لوس انجلس عن النوم والمراهقة: أضغط هنا .
وهناك كم من الدراسات التي تشير إلى أن الطلبة الذين لا يحصلون على نوم كاف أثناء الليل يكون أداؤهم الأكاديمي أقل من الطلبة الذين ينامون لساعات كافية. وتشير دراسات إلى أن السهر يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة. انظر مثلا:
أضغط هنا .
ماذا يعني ذلك بالنسبة لرؤية 2030؟ السهر يضعف التعليم وضعف التعليم يعطي مخرجات ضعيفة في قدراتها ومهاراتها. وضعف المهارات شديد الضرر بالاقتصاد. أي أن وضعنا الحالي من حيث انتشار السهر يهدم أساسا من أسس نجاح الرؤية.
طبعا ليس السهر السبب الوحيد في ضعف التعليم أو الإصابة بأمراض القلب.
كيف تعودنا على السهر؟ قبل أكثر من نصف قرن، كان الناس يتناولون عشاءهم قبل صلاة العشاء، وأحيانا قبل المغرب، وتجدهم يأوون إلى فرشهم مبكرين.
ثم فتحت علينا الدنيا، جراء ارتفاع دخل النفط بدون مشقة. وكان من نتائج تدفق المال مع مرور السنين توسع المدن والأعمال، وفتح باب الاستقدام، تحت بنود تعاقد وظروف عمل لا تصلح لغالبية السعوديين. تلك الظروف أسهم نظام الاقامة والاستقدام في صنعها، والتي بدورها أسهمت في كثرة المحلات والتوسع في الاستقدام.
مع حصول كل ما سبق، وإغلاق الأسواق وقتي صلاتي المغرب والعشاء وكون الوقت الفاصل بينهما قصيرا، أمسى تسوق وعمل المحلات يعتمد كثيرا على الفترة بعد العشاء. وأمست مناسبات الناس عادة بعد العشاء. من ثم أمسى تأخير العشاء والسهر جزءا من حياة الناس. حر الصيف وكون الشوارع لا تساعد على المشي زاد الطين بلة.
أصبحنا نضحك على انفسنا بمحاولة الجمع بين متعارضين: سهر وموعد دراسة وعمل مبكرين. وأنى يحتمع الاثنان! استمرار هذا الوضع كفيل بإضعاف نجاحنا في تحقيق رؤية 2030.
ما الحل؟
من المهم جدا في نظري زيادة الوقت الفاصل بين صلاتي المغرب والعشاء. ويستحسن أيضا توفير أرصفة صالحة للمشي ومظللة قدر الإمكان في الشوارع التي عرضها 15 مترا فصاعدا.
نعرف أن الفرق بين أذاني المغرب والعشاء يزاد في رمضان بنصف ساعة، والأسباب معروفة. من الممكن أن يطبق الأمر نفسه على بقية الشهور، مع زيادة الفرق من نصف ساعة إلى ساعة او ساعة ونصف. وهذا يعني أن المحلات لا تلزم بالإغلاق مع الأذان بدخول وقت صلاة العشاء، بل بإمكانها الاستمرار في العمل لمدة ساعة إلى ساعة ونصف، ثم تقام الصلاة بعد ذلك. وتمنع المحلات (إلا ما يستثنى) من العمل بعد صلاة العشاء أو بعد العاشرة ليلا، أيهما يحل قبل. ويسهم في نجاح هذا المقترح تحديد فترة التوقف لأداء صلاة المغرب، لتكون دقائق معلومة بالضبط، بدلا من تركها للاجتهاد. ويتبع ذلك إلزام ائمة المساجد بإقامة صلاة المغرب بعد الأذان بوقت محدد كثمان دقائق مثلا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال