الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
fahadalthenyan@
عضو معتمد لدى معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي
تمثل الاحتياطيات النفطية للمنتجين ال15 الأكبر ما يعادل 92% من الاحتياطيات العالمية بينما يبلغ إنتاجهم قرابة ال 77% من الإنتاج العالمي إلا أن فنزويلا البلد ذو الاحتياطيات الأضخم عالمياً (18%) لا تنتج سوى 3% من الإنتاج العالمي الذي تتصدره الولايات المتحدة وروسيا والسعودية ب 15% و13% و12% على التوالي.
المعروف أنَّ الولايات المتحدة وروسيا دول صناعية تعتمد على النفط كمصدر وقود لقطاعها الصناعي الضخم بعكس السعودية التي لطالما أُخِذَ عليها التأخر في تنويع قاعدتها الاقتصادية والبقاء تحت رحمة الاعتماد الكامل على إيرادات النفط المتقلبة فضلاً عن كون النفط مصدراً ناضباً بكل تأكيد حيث لم يتبقى من احتياطياتها سوى ما يعادل 71 سنة بناءاً على معدل الإنتاج الحالي عند 10 مليون برميل يومياً.
الاستنزاف الحقيقي للنفط من وجهة نظري ليس مجرد استنزاف الاحتياطيات بإنتاج المزيد من النفط؛ بل يكون في غياب التوظيف الأمثل في هذه الأوقات لأن الانتاج لغرض البيع وإن كان هو الخيار الأفضل في السابق فهو لا يجب أن يظل كما كان. الاستنزاف الحقيقي هو أن نستمر في إنتاج وبيع النفط الرخيص ليستخدم في إنتاج الكماليات التي نشتريها بأسعار تفوق تكلفتها فيما لو تم استخدام الوقود في صناعات محلية توظف السعوديين؛ فتكون “التكلفة مركبة” التكلفة المدفوعة ثمناً للسلعة وخسارة توطين الوظائف.
من الظلم والمبالغة إنكار حقيقة أن إنتاج النفط وبيعه لم يساهم في النمو الاقتصادي للمملكة على مر العقود التي مضت، ولكن المرحلة الحالية تتطلب عملاً مختلفاً يؤسس للمستقبل حيث الخيارالمتاح والأوحد بديهياً هو التحول كما يعرف الجميع، ولكن هذا لن يتحقق إلا من خلال مايلي:
صناعات النفط التحويلية: تسريع وتيرة الإنجاز في مشاريع مثل المشروع المشترك بين أرامكو وسابك لتحويل النفط إلى منتجات كيماوية (Oil To Chemical) ذات قيمة مضافة أكبر وذلك للحد من الاستنزاف الناتج عن البيع المباشر للنفط.
الصناعات المتقدمة: التوسع في قطاع التعدين – وما يصاحبه من صناعات متقدمة لا تقتصر على المعدن الخام فقط – إضافةً إلى الصناعات الحربية وغيرها من الصناعات المتقدمة سيعمل على الحد من الاستنزاف وتأسيس لبدائل تحررنا من الاعتماد على البيع المباشر للنفط.
بدائل الطاقة المتجددة: إضافة إلى ضخ المزيد من الموارد لتفعيل قطاع البحث العلمي والاختراع في مجالا الطاقة المتجددة؛ يلزم استقطاب ملاك التكنولوجيا للاستثمار المباشر في بدائل الطاقة المتجددة كمصادر للوقود تدعم القطاع الصناعي المحلي. وهذا ما سيدعم قطاع الصناعة في الأجل الطويل أو مرحلة ما بعد النفط.
إن الاستمرار في البقاء رهن تقلبات سوق النفط ومفاوضات تنظيم الإنتاج والأسعار الذي يميل إليه ويجيد التحدث عنه اقتصاديونا التقليديون ليس إلا إشغالاً واستنزافاً من نوع آخر؛ استنزاف للطاقات الذهنية.. للعقول.. للوقت.. والوقت كما النفط مورد ناضب إن مضى (استُهلِلك)؛ فإنه لا يعود!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال