الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص بالاقتصاد والتمويل – رجل اعمال
Aziz.alomary@gmail.com
تعاني بعض شركات المقاولات المحلية ذات التصنيفات المرتفعة شح في السيولة وهو امر كان يحدث عكسه طوال العشر سنوات الماضية في فترة النفط المرتفع فقد كان لدى المقاولين فوائض مالية وهوامش ربح مرتفعة تصل ل ٧٠٪ في بعض المشاريع وانا هنا اريد ان ابحث وأسلط الضوء في نتائج وتفاصيل هذه العقود التي تمت مع الحكومة في السنوات الاخيرة ..
ننظر للجانب المشرق فيها سنلاحظ تنفيذ لعدد كبير من الجامعات والطرق والمستشفيات ومشاريع البنية الاساسية بكافة مجالاتها ولكن يجب على كاتب اي مقال حين يتطرق لموضوع ان ينظر لجميع النواحي السلبية والايجابية وعند التدقيق في السلبيات التي نتجت عن احتكار المقاول (السعودي) للعقود الحكومية نجد انه نتج في عدد من المشاريع الهامة ضعف في التنفيذ وتأخر في التسليم وانتشار للفساد واشتراط وجود تصنيفات مرتفعة واحتكار اضخم المشاريع لاصحاب هذه التصنيفات انتج اغنياء ازدادوا غنى في حين ان الطبقة المتوسطة من الشعب لم تستفد بشكل مباشر من هذه المشاريع حيث لم يحصلوا على المخرجات من منتجات وخدمات لهذه المشاريع بكفاءة عالية وشاهدنا كباري وطرق جديدة تغرق مع اول نقطة مطر وشاهدنا جامعات تنهار اسقفها برغم عدم مرور سنة او سنتين على تنفيذها وغيرها الكثير من الحوادث مع الأسف ..
والحكومة بعد علمها عن عدم قدرة قطاع المقاولات والانشاءات على تحمل بعض المشاريع الضخمة وتنفيذها بالجودة والتكلفة المطلوبة أوكلت هذه المهمه لشركات اجنبية مثل مشاريع الميترو وبعض المشاريع الاخرى مثل ملعب الجوهرة ولتجاوز اشتراطات العقود الحكومية ووجوب تنفيذها من مقاول سعودي تم ايعاز شركة ارامكو او هيئات تطوير المدن لتنفيذ بعض هذه المشاريع لتستطيع الاستعانة بشركات اجنبية وفعلاً نتج عن هذه القرارات الحكيمة انشاء مترو المشاعر في مكة من خلال شركة صينية وانشاء ملعب الجوهرة من خلال شركة بلجيكية بشراكة مع شركة المهيدب وتنفيذ وتشغيل مطار المدينة المنورة من قبل شركة تركية وبأوقات قياسية وبتكاليف منخفضة وبجودة عالية ..
وفي الوقت الحالي استبشرنا خيراً بعد توقيع سمو ولي ولي العهد لعقد انشاء مدينة في الاحساء مكوّنه من ١٠٠ ألف وحدة سكنية مع شركة مقاولات صينية خلال جولته الاخيرة واصبحنا نسمع عن وجود عقود بين وزارة الاسكان وشركات كورية ومباحثات مع شركات مع شركات عالمية لتنفيذ بعض مشاريعها وهو امر يبشر بخير ونتمنى ان نراه في جميع الوزارات ومختلف المشاريع لانه وفق احصائية بسيطة تتعلق بمترو الرياض المنفذ من قبل تحالف شركات عالمية ضخمة ثبت ان سعر الكيلو متر في تنفيذه هو الاقل مقارنة بمترو فرنسا (260 مليون دولار للكيلو متر) و سنغافورة (224.1مليون دولار للكيلو متر) وبريطانيا (194.4مليون دولار للكيلو متر) وقطر وهي تشابه تضاريسنا الجغرافية (141.9 مليون دولار للكيلو متر) بينما السعودية كانت تكلفة الانشاء في مترو الرياض من قبل المجموعة العالمية (128.3مليون دولار للكيلو متر) ..
الخلاصة اهلاً بالمقاول الاجنبي الاقل تكلفة وفساد واكثر شفافية وكفاءة وجودة وانضباطية في توقيت تسليم المشروع وفق المواصفات المحددة وبنفس الوقت دخوله السوق يرفع مستوى التنافسية والجودة والكفاءة بين شركات المقاولات السعودية .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال