الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الجميع شهد – بحمد الله – النجاح المبهر لموسم الحج 1437هـ، وهو امتداد لنجاحات سابقة لمواسم الحج التي تحظى باهتمام حكومي كبير وأولوية على مختلف الأصعدة، فالحج يعد إحدى أهم شعائر الإسلام، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، ولا يوجد مسلم على وجه الأرض إلا ويحلم بالوصول إلى مكة لأداء هذه الفريضة مهما كلفه الأمر من تكلفة مادية أو مشقة قد يواجهها لأداء هذه الشعيرة العظيمة، يلتقي المسلمون من كل حدب وصوب لأداء هذه الفريضة التي يجب أداؤها مرة واحدة في عمر المسلم، وهي عبادة امتداد لسنة نبي الله إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – عندما أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج في قوله تعالى “وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود (26) وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق (27) ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير (28) ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق (29)” (سورة الحج)، وجاء الإسلام ليؤكد هذه الفريضة على المسلمين مع بعض الأعمال التي تجعل منها تجمعا لعباد الله من كل مكان في هذا العالم.
الاهتمام بمكة والمشاعر المقدسة وضيوف الرحمن لا شك أنه أولوية حكومية، ويتصدر تكلفة وسرعة المشاريع الحكومية التي تعمل عليها المملكة، وفي كل عام يشهد الزائر لهذه المشاعر تطورا لافتا له أثره في تخفيف كثير من الصعوبات على حجاج بيت الله، ويجعل من هذه الفريضة أمرا ميسرا يشجع ضيوف الرحمن على التفرغ لعبادة الله وشكر نعمه، ويكون فرصة للقاء المسلمين من كل أنحاء العالم، بما يزيد من الروابط بين المسلمين والتواصل فيما بينهم من مختلف دول العالم ومدنها، وكان لهذا الاهتمام أثره الكبير في نفوس المسلمين خصوصا ممن يجد المشقة في توفير المال والوصول إلى مكة، فبعد هذه المشقة يجد الراحة والاهتمام الذي لا يفرق بين شخص وآخر.
يتميز حج هذا العام بأنه تم – بحمد الله – دون أدنى تعكير أو ممارسات تصرفه عن الهدف الذي فرضه الله من أجله، والذي نص الله عليه في كتابه عندما قال “ليذكروا اسم الله في أيام معلومات”، وهذه هي سياسة المملكة التي تمنع استغلال هذا الموسم لأغراض سياسية حتى للمملكة نفسها، التي تقدم الكثير للحجاج، التزاما منها بواجب الضيافة لضيوف الرحمن واستشعارا للمسؤولية التي حملها الله أبناء هذا الوطن، لتسهيل ظروف حج المسلمين من كل مكان، فرغم الضغوط الكبيرة التي تمارس ضد المملكة خصوصا في هذا الموسم، إلا أنها جعلت الالتزام بأمر الله ومصلحة الحاج وأمنه وراحته أولوية لا يمكن التنازل عنها مهما كانت الضغوط، وبحمد الله أثبتت هذه السياسة نجاحها في تحقيق الأمن والراحة للمسلمين، كما أنها أغاظت كل من يخالف هذا النهج الحكيم، ليكون في موقف صاغر أمام شعبه والعالم.
ما تميز به موسم حج هذا العام وكل عام – بحمد الله – خلال الفترة الماضية الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الأمن المخلصون من مختلف المناطق، الذين اجتمعوا بهدف خدمة ضيوف الرحمن، وبشهادة القاصي والداني أن رجال الأمن يمارسون كثيرا من الخدمات التي لا يمارسها نظراؤهم في كثير من دول العالم، وذلك اعتقادا منهم بأن هذه المهمة مهمة يرجون منها القربة إلى الله، كما أن أهمية هذه الشعيرة للمسلمين من مختلف دول العالم وأهمية التعاون معهم حملهم مزيدا من المسؤولية لبذل الجهد والعمل ليل نهار، لراحة ضيوف الرحمن، وهذا كان سمة لكثير من القطاعات المشاركة في العمل لموسم الحج سواء في قطاع الصحة أو التعليم أو أي جهة كانت، حيث إنه لا يوجد قطاع من القطاعات الحكومية إلا وله مساهمة بارزة في هذا الموسم، كما أن المؤسسات الخيرية والاجتماعية أيضا لها مشاركات فاعلة لتوفير كثير من احتياجات ضيوف الرحمن، ومساهمة رجال الأعمال والمواطنين الخيرية كبيرة خلال هذا الموسم. هذا الإنجاز لا شك أنه – بحمد لله – تم بعون من الله وفضل، ثم جهود أبناء هذه البلاد حكومة ومواطنين لا شك أنها تستحق من كل مسلم الشكر والتقدير.
فالخلاصة أن موسم حج هذا العام رغم كثير من الضغوط التي تواجهها المملكة سواء السياسية أو العسكرية أو حتى المالية بسبب تقلبات أسعار النفط، كان مميزا – بحمد الله، وهذا الإنجاز يستحق الشكر لحكومة هذه البلاد، التي تولي هذا الموسم أولوية قصوى، وأبناء هذه البلاد من رجال الأمن وجميع المشاركين من مختلف القطاعات، ودائما نسأل الله أن يديم أمن هذه البلاد ورخاءها، الذي يلمس أثره كثير من المسلمين من مختلف دول لعالم.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال