الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
abdulkhalig_ali@
abdu077@gmail.com
ثلاثة أيام ورسائل الواتس آب تجوب المملكة تبشر بحلقة خاصة من برنامج الثامنة يتحدث فيها وزير المالية إبراهيم العساف ووزير الخدمة المدنية خالد العرج ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري ، عن القرارات الأخير التي مست دخول المواطنين الأساسية الرواتب .
وكان الناس يتناقلون تلك الرسائل بكثر من الأمل أن يسمعوا ما يطمئنهم على مسقبل تلك القرارات وبعض الشائعات الأخرى ، فالقرارات صدرت وأنتهى الأمر ، والتطبيق فعلي . وأعتقد أن جميع الشعب السعودي تسمر الساعة الثامنة أمام التلفزيون للإطمئنان ولمعرفة الواقع وما سيحدث في المستقبل .
عرفنا أن الحلقة كانت مسجلة والمشاركون فيها من المسؤولين المشاركين مباشرة في القرارات الأخيرة أي أنهم من داخل مطبخ القرار ، وليس بينهم أي شخص يحمل وجهة نظر أخرى ، وتحديدا من الإقتصاديين السعوديين الذي يدركون الوضع الشعبي ويتعاطفون معه ويحملون وجهة نظر الشعب في ذلك اللقاء ، وغير مسموح بالمداخلات الخارجية ، كل ذلك لم يقلل من حماس الناس لمتابعة تلك الحلقة بحثا عن إجابات تطمئنهم على مستقبلهم الوظيفي وأمنه المالي .
بدأت الحلقة وأنتهت وجل حديثها عن الهدر المالي في البدلات وتأخر مراجعتها وأعطاءها لمن لا يستحقها وووووو البدلات كانت الحديث ، بينما المجتمع لم يرى في تقنين البدلات إشكال وكتب عن هذ الموضوع الكثير من الكتاب الاقتصاديين وغيرهم ، والمجتمع بأكمله مع تقنين البدلات ، وحتى المستفيدون منها من المستحقين يرون وجوب التقنين .
وأسهب الوزراء عن الهدر في المشاريع الحكومية وما استنزفته من أموال ضخمة جدا كان بالإمكان الإستفادة منها سابقا والأن ، ومن قال لهم أننا كشعب ضد وقف ذلك الهدر الذي تضررنا منه في الماضي ونتضرر منه الأن وسيضرنا في المستقبل ، كنا ومازلنا نصرخ بكل الوسائل لوقف ذلك الهدر الناتج عن سوء التخطيط والفساد اللذين ليس للمواطن فيهما ناقة ولا بعير ليعاقب عليهما .
وأخيرا تحدثوا بإستحياء عن ضعف الاستثمارات الحكومية وأن دخل الحكومة يعتمد على النفط ، وهذه أيضا ألم تبح أصوات المخلصين في المناداة بها من عشرات السنين ، ولا يختلف عليها إثنان في المجتمع مخلص أو فاسد ، وهي من سوء التخطيط أيضا وليس للمواطن فيها يد ولا إصبع .
لم نتسمر أمام الشاشات لنسمع كلاما لا قيمة له نعرفه من عشرات السنين وننادي به كذلك ، كنا نريد أن نسمع كلاما عن أسباب إيقاف علاوة الموظف ؟ وهل تعتبرها الحكومة من الهدر ؟ وما هو الحال في المستقبل ؟ هل النية في إستمرار وقف العلاوة حتى تحسن أسعار النفط أو أن الوقف لسنة واحدة فقط ؟ وكثير من الأسئلة عن العلاوة السنوية . وماذا عن رفع الدعم عن البنزين والكهرباء أو الضرائب غير المباشرة، وعن الضرائب المستقبلية كضريبة القيمة المضافة ؟ وأثرها جميعا على التضخم مع تراجع دخول الطبقة الوسطى ؟ وما هي حلول الحكومة لمواجهة التضحم والكساد بسبب فرض الضرائب ورفع الدعم وتراجع دخول الناس وتراجع الإنفاق الحكومي ؟
كنا ننتظر كلاما واضحا عن التقاعد الذي لمح له وزير الخدمة المدنية بصورة غير مبشرة بخير ، ما يوحي أن تقاعد الموظف الحكومي سوف يحدث له تغييرات تصب في صالح مصلحة معاشات التقاعد لتحسين قدراتها المالية من جيوب الموظفين ، وليس من خلال إصلاح إستثماراتها الفاشلة التي لم تحاسب عليها ، مما أدى إلى إستنزاف مليارات الريالات من أموال المتقاعدين .
لم نسمع شيئا من الوزراء الكرام يستحق الوقت الذي قضيناه أمام التلفزيون ، فلم نكن ننتظر تبريرات لقرارت كلنا معها من عشرات السنين ، بل كنا ننتظر توضيحا لقرارت مست صلب حياة المواطن الأن وفي المستقبل ، قرارات تخالف النص التعاقدي بين الحكومة والموظف . كنا ننتظر أن نسمع توضيحا للشائعات التي يتداولها الناس عن التقاعد والسلم الوظيفي والضرائب الأخرى التي قد تفرض .
ظهور الوزراء الكرام في الثامنة كان باهتا ولم يقدم إجابات على التساولات الحقيقية التي لم يسألها مقدم البرنامج ، بل أضاف من الشك والضبابية أكثر مما أزال من الغموض وعدم اليقين ، فليتهم إلتزموا الصمت لكانت الظنون أقل ريبة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال