الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
باحث في مجال الأعمال
اهتمام كبير بريادة الأعمال ورواد الأعمال في السعودية. لا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن مؤتمر أو منتدى أو دورة أو محاضرة أو جلسة شباب لرواد الأعمال في السعودية. ميزانيات ضخمة تصرفها عشرات الجهات الحكومية والشبه حكومية في السعودية على هذه المناسبات الكثيرة. من أجل أن يبدأ الشباب بمشاريع تجارية ويقللوا اعتمادهم على الحكومة، أنشأت الحكومة هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة وأكثر من ثلاثين برنامج في الجامعات المنتشرة في السعودية، ونماء في المدينة، وواعد في الشرقية بالإضافة إلى بادر في مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية وإدارة دعم المشاريع الصغيرة في بنك التسليف بالإضافة إلى صناديق رأس المال الجريء الحكومية الأخرى. لا يحتاج رواد الأعمال في السعودية الآن إلا إلى هيئة للمساج والتدليك ليخففوا من تعب حضور المؤتمرات والملتقيات والاستماع إلى قصص الناجحين.
لا أعتقد أن التمويل هو ما ينقص رواد الأعمال السعوديين حيث أن العديد من الصناديق الاستثمارية موجه لرواد الأعمال وتتنافس أغلب الجهات والصناديق الحكومية مع القطاع الخاص. السعودية تكاد تكون البلد الوحيد الذي يوجد فيه عدد المؤسسات التي تدعم فيه رواد الأعمال أكثر من رواد الأعمال أنفسهم. تتنافس الجهات الحكومية مع نفسها ومع القطاع الخاص في خلق و الحصول على رواد أعمال. يبدوا لي أن جزء من المشكلة أن لدى هذه الجهات هدفين: هدف للتلميع وتسليط الفلاشات والأضواء على الجهة الداعمة لرواد الأعمال، وهدف آخر وهو دعم رواد الأعمال… لكن صاحب البالين كذاب كما يقول المثل الحجازي.
“وخروا عن طريق رواد الأعمال” كان هذا أول مطلب لرواد الأعمال في مقابلة مع محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في بداية تعيينه. بدلاً من أن تزيد الحكومة رسوم البلديات على المحلات، ليتها تغلق نصف الجهات الحكومية الداعمة لرواد الأعمال وتوجه ميزانيتها لأماكن أكثر حاجة وأنفع للناس. وبالمناسبة لن يلاحظ الناس ولا حتى رواد الأعمال اثر لإغلاق هذه الجهات.
تحاول الحكومة السعودية ترشيد النفقات ودفع المواطنين للعمل في القطاع الخاص لكن في المقابل، يزيد التوغل الحكومي بشكل كبير في حياة الناس، فلم يعد الموضوع قاصراً على الأمن والتعليم والصحة والبنية التحتية بل تجاوزه إلى التدخل في الترفيه والحوار الوطني وحماية المستهلك وغيرها من الأنشطة التي من المفترض والطبيعي أن يتولى تدبيرها الناس.
لا تملك الحكومة عصا موسى السحرية ولا تملك كل الاجابات للمشاكل الاجتماعية، لكنها تملك شعب أغلبه من الشباب المتعلم والمتمكن. اعتقد أن أفضل ما تفعله الحكومة من وجهة نظري هو تحرير السوق من القيود الحكومية ومن الفساد والاكتفاء بتطوير التعليم والصحة والبنية التحتية وترك البقية لكي يبدع كل شاب/ة في الاعتماد على نفسه وإخراج ابداعاته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال