الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يقول ستيفن لاند سبيرج في مقدمة كتابه ( فيلسوف الاقتصاد ــ الاقتصاد والحياة اليومية ) : في نوفمبر 1974م وبعد مدة وجيزة من وصولي إلى جامعة شيكاغو كي أبدأ دراستي بها، نشرت جريدة وول ستريت جورنال سلسلة من المقالات تحت عنوان (وسائل إفحام عالم الاقتصاد). وقد كتبها رجل يدعى جون تراسي ماكجراث حيث طرح مجموعة من الأسئلة شديدة السهولة عن الحياة اليومية، وكان يظن أن علماء الاقتصاد سيعجزون عن الإجابة عنها.
في تلك الليلة حين اجتمعت مع أصدقائي على العشاء، وكنا جميعاً من طلبة السنة الأولى، لم تسلم مقالة ماكجراث من سخريتنا، ولما كانت معرفتنا بعلم الاقتصاد لم تتعد القليل، فقد بدت لنا كل أسئلته آنذاك سهلة.
وبعد مضي ما يقرب من عشرين عاماً ازددت فيها علماً ومعرفة، صرت أعتقد أن أسئلة ماكجراث جميعها معقدة ومثيرة للاهتمام.
يقول ستيفن : وفيما يأتي تصوري عن معنى علم الاقتصاد:
أولاً: هو التطلع إلى هذا العالم بحب صادق للمعرفة والاستطلاع والاعتراف بأنه حافل بالألغاز.
ثانياً: محاولة حل هذه الألغاز بطرق تتفق مع الفرضية السائدة بأن الإنسان يرمي من وراء سلوكه إلى تحقيق غاية معينة. وقد يصعب أحياناً التوصل إلى حل لهذه الألغاز، مثل ألغاز ماكجراث، ولذلك ندرب أنفسنا عن طريق محاولة حل ألغاز مماثلة في عوالم خيالية من ابتكارنا نسميها النماذج.
إن كتاب ستيفن (فيلسوف الاقتصاد) هو مجموعة من المقالات الموجزة تشرح كيف يفكر علماء الاقتصاد، وتستعرض كثيراً من المسائل التي نراها غامضة، ولماذا نراها غامضة، وكيف نسعى إلى كشف غموضها. إن أسباب دراسة علم الاقتصاد متعددة وكلها أسباب جيدة، ولكن السبب الذي حاول المؤلف إبرازه في هذا الكتاب هو أن علم الاقتصاد يعتبر أداة لحل الألغاز الغامضة، وفي حل الألغاز متعة كبيرة.
كتاب ستيفن هو تسجيل لمجموعة من أفكار جهابذة علم الاقتصاد في عصره من أمثال: مارك بيلز، وجون بويد ,ولورين فينستون، ومارفن جود فريند وبروس هانسن، وجيم كان ,وآلان ستوكمان وغيرهم.
وفصول هذا الكتاب هي عبارة عن رؤية عالم الاقتصاد للعالم، وأغلبها يمكن قراءته دون مراعاة للترتيب، ففي بعض فصول الكتاب إشارة إلى أفكار من فصول سابقة، ولكن تلك الاشارات ليست ضرورية لمتابعة تدفق الأفكار.
إن الغرض من أفكار هذا الكتاب كما يقول ستيفن هو تقديم صورة صادقة لأسلوب التفكير الذي يتبناه أصحاب الاتجاه السائد في علم الاقتصاد. وبالطبع، فهناك دائماً مساحة في الاختلاف حول بعض ما ورد في الكتاب.
إن هذا الكتاب يطبق المنطق الاقتصادي على مجموعة هائلة من السلوكيات ألإنسانية ولذا فإن ستيفن يميل إلى المبالغة في الشمولية حتى إن جازف بذلك بارتكاب الأخطاء، ذلك لأنه يؤمن أن قوانين علم الاقتصاد عالمية، فهي لا تفرق على أساس الجنس أو العِرق.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال