الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل سمعت أو قرأت عن مدينة ناطقة ؟ لا أعرف إن كان يوجد منها الكثير حول العالم، و لكني أعرف واحدة منها عن كثب. دعني أحدثك عنها و أصطحبك في أرجائها.
إنها مدينة ترحب بك عند اقترابك منها، ليس بلوحة ترحيب تقليدية، إنما بمنشآت و مرافق حيوية و بنية تحتية و كل ما ينشده الإنسان من حياة كريمة. ترى فيها جمال الحاضر و روعة المستقبل، تجتاحك أحاسيس الانتماء لها و كأنها أنشأت من أجلك.
و أنت عندما تجوب طرقات هذه المدينة، لا تستطيع إلا أن تستمتع بهذه الرحلة. حيث تتواجد بها شبكة طرق تصل كافة أرجاء المدينة بتصميم رائع و آمن بما يضمن انسيابية المرور و سلامة مرتادي الطرقات. فلا توجد فيها بقعة مظلمة، فكل الأماكن منارة! تبهرك بالحزام الأخضر الكثيف من الأشجار المتنوعة و الأزهار الجميلة على جنبات الطرق، بما يشكل منظرا جماليا أخاذا.
والحقيقة أن التنزه في هذه المدينة له متعة خاصة! فأنت إذا خرجت إلى الواجهة البحرية، فستأسرك شواطئها الخلابة و الممشى المحاذي البديع الممتد لعدة كيلومترات، و الأسواق و المطاعم و المقاهي المتنوعة المنتشرة في أرجاء الواجهة. كما تتواجد المتنزهات و المسطحات الخضراء في عدة أماكن بالمدينة مما يعطي قاطنيها و زوارها متنفسا لهم و لعوائلهم.
وقد تم تعزيز هذه المدينة الجميلة ببنية تحتية قوية بما يواكب المتطلبات الحالية و التطلعات المستقبلية. فالهاتف متوفر للجميع منذ إنشائها في حين كان يصعب الحصول عليه في مناطق أخرى، و الماء العذب يصل للجميع أينما كانوا، و شبكة الصرف الصحي و تصريف المياه تعمل بكل كفاءة منذ تشييدها.
شئ آخر، لا تتعب نفسك بالبحث عن منشآت تالفة لأنك لن تجدها! فالمراقبة و الصيانة مستمرة بشكل فعال و احترافية عالية على مدار الساعة.
ومما يزيدني فخرا واعتزازا أنني نشأت في هذه المدينة و درست في جميع مراحلها الدراسية من الروضة حتى المرحلة الثانوية، وتمتلئ ذاكرتي بالعديد من المواقف الجميلة. كان الحرص على صقل الطالب يتعدى الدروس الأساسية، لذا حرصت المدارس على مشاركة طلابها في أنشطة متعددة، فقد أتيحت الفرصة لي و لزملائي بالمشاركة في المسرح و الخطابة و الألعاب الرياضية، و قد كان لي الشرف أن شاركت مع الكشافة في خدمة حجاج بيت الله الحرام في أحد المواسم.
فضلا : انتبه، العشوائية غير متواجدة أبدا في هذه المدينة! ففي أي مكان تذهب إليه، تجد كل شيء متناسب و متناسق و بأحدث و أجمل التصاميم، و تم بناءا على أسس و نظم واضحة و محددة.
والآن : هل عرفتم اسم هذه المدينة؟ إنها مدينة الجبيل الصناعية. تلك اللؤلؤة التي تلامس ضفاف الخليج العربي.
لكن السؤال الأهم، ما سر تميز هذه المدينة عن مثيلاتها في الوطن أو الجوار؟ إنها الهيئة الملكية للجبيل و ينبع. منظومة متكاملة و مميزة من الإدارات المتخصصة و القيادات المميزة و الأفراد المخلصين.
لقد تم تأسيس الهيئة الملكية للجبيل و ينبع بمرسوم ملكي صدر في السادس عشر من رمضان عام 1395 هـ لتنفيذ خطة التجهيزات الأساسية اللازمة لإعداد منطقتي الجبيل و ينبع كمنطقتين صناعيتين. و في عام 1397 هـ تم وضع حجر الأساس من قبل القيادة لأحد أضخم المشاريع العالمية، مدينة الجبيل الصناعية. و ذلك لتكون رافدا اقتصاديا وطنيا بالإضافة الى البترول.
و بعد 40 عام منذ إنشائها، فإننا نرى مدى نجاحات الهيئة على أرض الواقع و تميزها بإنشاء البنى التحتية و إدارة المدن الصناعية و جلب الاستثمارات من خلال جميع مراحل التطوير في جبيل 1 و جبيل 2.
و تسعى الهيئة من خلال مبادراتها لبرنامج التحول الوطني 2030 إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية التالية:
1. جذب صناعات تكاملية متنوعة ذات قيمة مضافة أعلى
2. تعظيم وتنويع الموارد المالية
3. رفع كفاءة استخدام الأصول والعمليات التشغيلية
4. زيادة حجم الاستثمارات والإنتاج الصناعي
5. توفير بيئة استثمار خدمية منافسة لجذب الاستثمارات
6. تطوير مخرجات التعليم وتوفير الكوادر الوطنية المؤهلة للمستثمرين بالمدن
7. تحسين مستوى التأهيل للتجهيزات الأساسية والمرافق العامة المتقادمة والمحافظة عليها
8. المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها وتنميتها
9. تحسين المستوى المعيشي والأمني والصحي وتوفير سبل الرفاهية .
إن توافر مدينة بهذه الإمكانات لهو ضرورة اقتصادية قصوى في جذب الاستثمارات المحلية و العالمية المساهمة في التنمية. ولولا توفيق الله سبحانه و تعالى ثم جهد القيادة الحكيمة لهذا الوطن حيث أمرت بإنشاء هذه الهيئة التي لم يدخر منسوبيها أي جهد ما من شأنه تحقيق الأهداف و الخطط، لما استطعنا أن نرى هذه المجمعات الصناعية الضخمة.
الهيئة الملكية، قصة نجاح و عطاء و تميز خطها سواعد أبناء هذا الوطن بكل كفاءة و اقتدار. هي ملحمة يجب كتابة قصتها و تعليمها للأجيال الحالية و القادمة، ليعلم الجميع بأننا قادرون على الارتقاء بوطننا في كافة المجالات،و لدينا الكوادر البشرية المؤهلة و المتفانية و القادرة على تذليل الصعاب
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال