الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هناك موضوع كثيراً ما يثار عند الحديث عن التسويق وهو هل يلبي حاجة أم يخلقها. فكثير من علماء هذا العلم يرون أن التسويق يلبي حاجات المستهلكين ويرضيها ولكن من الصعب والمكلف وربما غير الأخلاقي أن يخلقها، فالبحث عن الحاجات والرغبات حتى وإن كان المستهلك لايعيها هو المهم، فالتسويق يكتشفها لأنها موجودة مسبقاً ولا يخلقها ثم بعد ذلك يلبيها ويقنع المستهلك بأهميتها. وهناك آخرين يرىون أنه من الممكن للتسويق أن يخلق حاجة غير موجودة ثم يلبيها.
فعلى سبيل المثال، الهواتف الذكية والبيبسي والكوكاكولا والكمبيوتر المحمول والعطور هل هي حاجة وتم تلبيتها عن طريق هذه المنتجات أم تم خلقها؟ أو هي حاجة ولكن مستترة أو خفية أو غير مهمة ولكن تم ابرازها واقناعنا بأهميتها؟
وعلى أية حال، فالمسوقون بما لاشك فيه جعلوا حياتنا أسهل وأفضل وتمت تلبية حاجاتنا ورغباتنا واقناعنا ببراعة بأهمية منتجات قد لاتكون بتلك الأهمية. فمنتجات العناية الشخصية للنساء ومؤخراً الرجال مثال على ذلك. فاصبح هناك شامبو للشعر وصابون للجسم ومرطب للوجه وآخر للجسم وعطر للصيف وآخر للشتاء. أيضاً ارتباط الأكل بالمشروبات في المطاعم فقد يكون من المستحيل أن ترى قائمة طعام بدون قائمة للمشروبات مع أننا فعليا نستطيع أن نأكل وبدون أن نشرب في الوقت ذاته.
كذلك بالنسبة لمطاعم الوجبات السريعة فمن النادر أن يتم طلب برقر أو ساندويتش فقط بل تمت (البرمجة) على أن الطلب يكون “وجبة” مضاف لها البطاطس والمشروب الغازي بل و”النبيه” من يقاوم عروض تكبير حجم البطاطس والمشروب بإضافة مبلغ بسيط مع أننا ببساطة نستطيع أن نطلب وبدون وجبة. والأمثلة في هذا المجال لاتعد ولاتحصى.
خلاصة القول، يهدف التسويق إلى اكتشاف وتلبية حاجات ورغبات المستهلكين، وكل منتج تم اقناعنا بأنه ضروري وهو من الكماليات، ففي الغالب هناك مسوقون عملوا بجد لإقناعنا من جعل هذه المنتج الكمالي ضروري. ولعلك أيهاالقارئ الكريم تفكر في أهم المنتجات لديك وتحللها إن كنت تستطيع الإستغناء عنها أم لا ولعلني أجزم أن هناك الكثير من المنتجات تم اقناعنا بأهميتها وفي الحقيقة نستطيع الاستغناء عنها وبسهولة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال