الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أول حامل شهادة دكتوراه في المملكة أستقبله وزير المعارف الملك فهد (رحمه الله) في المطار إبتهاجا بحصوله على تلك الشهادة العليا. الأن أصبح لدينا عاطلون يحملون الدكتوراه والماجستير وفي تخصصات نادرة . ذلك على مستوى الدولة ، أي أن حاملي الشهادات العليا لم يعودوا كفاءات نادرة تُفرش لهم البسط الحمراء في المؤسسات الحكومية .
أما على المستوى الشعبي فلكل شخص أسبابه للحصول على الشهادة العليا ، فمنهم من هي ضرورة لعمله كالمعيدين ومن يرغبون في العمل الأكاديمي، و تلك الشهادات تساعده للحصول على مراتب أعلى فى عمله وتسهل ترقيته . ومنهم من يسعى للحصول على الشهادة العليا بهدف الوجاهة والظهور الإجتماعي ، وهؤلاء يمثلون عددا لاباس به ممن يحصلون على الشهادات العليا. لكن ولأسباب نظامية وفنية يعد الحصول على الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه) من الجامعات السعودية إما مستحيلا لعدم وجوده أصلا في بعض التخصصات ، أو صعبا جدا لصعوبة القبول وللإشتراطات الكثيرة التي تفرضها وزارة التعليم والجامعات .
على المستوى الشخصي بذلت كل جهد للحصول على شهادة الدكتوارة في تخصص الاقتصاد لكني لم أستطع أولا لعدم وجود هذا البرنامج في معظم الجامعات السعودية بما فيها جامعتي (الملك سعود) ، ولشرط موافقة العمل الذي يعد المستحيل أسهل منه . وقد حصلت على قبول في جامعة عريقة خارج المملكة ، لكني لم أستطع الحصول على موافقة للتفرغ . وقد اصبح هذا الحلم من الأحلام بعيدة المنال .
من سنوات عرض عليّ مركز تدريب خارج المملكة استخراج شهادة دكتوراة من جامعة امريكية وتوثيق الشهادة من السفارة السعودية في واشنطن ، لكن لم اتفاعل معهم . عاود المركز نفسه العرض قبل يومين ، فوجدتها فرصه لمعرفة كيف يتم الأمر . من خلال الحوار عرفت أنهم يعطون شهادة من جامعة أمريكية عرفت أنها وهمية ، وقد ذكرها الدكتور موافق الرويلي في هاشتاق هلكوني ، وأنهم يدعون توثيق الشهادة من السفارة السعودية في واشنطن ، واعتقد أنهم يملكون ختما مزورا للسفارة . وتكلف تلك الشهادة مع التوثيق 2600 دولار فقط .
المؤسف أن الشهادات الوهمية استهوت بعض ضعاف النفوس واصبحت الشهادات الوهيمة حسب من أعرفهم شخصيا من حملتها منتشرة بصورة مخيفة جدا، لدرجة أني لم أعد أثق في معظم من يدعون الحصول عليها ممن تجاوزوا الأربعين من العمر من خارج المملكة ، خصوصا في التخصصات الإنسانية .
واعتقد أن سبب انتشار تلك الشهادات يعود لثلاثة أسباب ، أولها أن المجتمع وبكل أسف ينظر لمن يسبق اسمه حرف الدال نظرة تبجيل تفوق ما هو عليه حقيقة ؛ وهذه النظرة مغرية للكثيرين ممن لديهم المال ويرغبون أن يلبسوا أنفسهم هيبة العلم الذي لا يملكونه . والسبب الثاني أن بعض من يحصلون على تلك الشهادة يستطيعون الاستفادة منها إداريا وماديا ، إما بسبب طبيعة عملهم أصلا أو لأن لديهم العلاقات التي تكفل لهم تلك الاستفادة .
لكن السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة الشهادات الوهمية برأيي هو عدم وجود محاسبة فعلية لمن يحصلون عليها ، وخصوصا من يستفيدون منها إداريا وماليا . كما لا يتم مطاردة مزوري الأختام الرسمية للسفارات السعودية قانونيا في بلدانهم . لذلك وصل التزورير لشهادات من الجامعات السعودية الكبيرة.
اخيرا نقول ان غياب المحاسبة سهل كثيرا على ضعاف النفوس الحصول على تلك الشهادات والإستفادة منها . فمتى نرى محاكمة ومحاسبة حقيقية للوهميين ؟؟.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال