الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هناك سلوك معروف في لدى الإنسان ويبدأ منذ أن يكون طفلاً صغيراً يستكشف البيئة من حوله وهو الفضول وتجربة الممنوع. وينمو هذا الفضول مع نمو الإنسان وتختلف درجته من شخص إلى آخر. كثير من السلوكيات الإجتماعية أو الإستهلاكية وضحت أو زادت بعد منع معين أو تحذير.
فعلى سيبل المثال “يوم الفلنتاين” ، ولعل الكثير يوافقني من أن الأغلب لم يسمع عن هذا اليوم إلا بعد ماتم منع كل مظاهره في التسعينيات ميلادية والمتمثلة في كل ما لونه أحمر وتشديد الرقابة على محلات الورود ومصادرة الأحمر منها مما ساهم ذلك برأيي إلى زيادة اهتمام الناس وأدى ذلك غالباً إلى ارتفاع سعر هذه الورود الحمراء لأكثر من 200% في ذلك اليوم لأنها ممنوعة. ولاننسى الضجة التي اثارتها روايات مثل ” ثلاثية تركي الحمد وبنات الرياض” في المجتمع، فكثر النقد والتحذير من هذه الروايات لمخالفاتها في رأيهم، مما أدى ربما إلى اهتمام الناس أكثر بتلك الروايات ومؤلفيها وربما زيادة شرائها أيضاً واعتقد أنه لولا ذلك النقد والمنع لما اشتهرت بتلك الشهرة.
ولاننسى حملات المقاطعة لقنوات MBC قبيل رمضان لسنوات متتالية كان آخرها هذه السنة والتي لسبب أو لآخر أشعر أنها مقصودة، والنتيجة لاتزال هذه المحطة من الأوائل عربياً في نسبة المشاهدة بالرغم من كل تلك الحملات ضدها.
مؤخراً سمعنا تحذيرات أطلقتها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بخصوص مايسمى “بحركة الداب” والتفصيل بطريقتها وأنها ترمز لتعاطي نوع من أنواع الممنوعات. وأن هناك ملاحقة قانونية لكل من يقلد هذه الحركة من لاعبين أو فنانين أو مشاهير أو غيرهم. وتصادفاً أو “تزامناً” مع تلك التحذيرات ظهر عدد من المشاهير وهم يعملون ذلك وسط تصفيق واعجاب واضح من الجماهير. فهل هذا الجمهور يعرف مسبقاً عن هذه الحركة وأنها ترمز لما ترمز إليه؟ أم أن التحذير عنها ساهم في معرفة الناس بها واعجابهم ربما بجرأة هذا المشهور أو ذاك حينما عملها؟
بالتأكيد لا أملك الإجابة القاطعة ولكن من جولة في الهاشتاق المصاحب لتلك الحركة في تويتر، كثير من المغردين أوضحوا بأنهم لم يكونوا على علم بهذه الحركة وماذا ترمز إلا بعد اطلاق التحذيرات والتي من بينهم كاتبة هذه السطور. بل إن هناك من وضّح بمصادر من أن تلك الحركة لاعلاقة لها بالمخدرات لا من قريب ولا من بعيد وأنها رقصة عادية اشتهرت في 2015 وقام بها مشاهير من سياسين ولاعبين وغيرهم.
خلاصة القول، سواء كان لتلك الحركة دلالة وعلاقة بالمخدرات أو لم تكن. وسواء ساهم التحذير منها في انتشارها ومعرفة الناس بها أم لم يساهم. هناك أمور أو ظواهر أو سلوك “سمها أيها القارئ الكريم أياً شئت” تخمد عند تجاهلها وتبرز عند اثارتها. وقد قيل في الأثر “اميتوا الباطل بالسّكوت عنه”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال