الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وحياة في السياسة و حياة في الأدب والثقافة وحياة في الديبلوماسية وحياة في الإنسانية في ارقى صورها وحياة في المواطنة .. كل هذه الحيوات احتضنت بسخاء روح ذلك الأبيّ الوفي لوطنه غازي القصيبي الذي غيبه القدر عن حياتنا الدنيا في مثل يوم أمس 15 اغسطس قبل أعوام سبعة ومنذ ذاك لم تجُد الحياة بغازي آخر ولا أظن بوسعها أن تجود برجل لا يتكرر.
ابدع غازي كطالب مبتعث وأبدع كأستاذ جامعي وأبدع كقائد اداري محنك واستمر ابداعه كسياسي ومازالت إنجازاته في كل الوزارات التي حظيت بقيادته شواهد صريحة بأن البقاء للأنقى والأتقى والأرقى.
كانت رؤية القيادة السعودية ومازالت ثاقبة في اختيار الكفاءات بفراسة الخبير ورويّة المتمرس وحرص المسؤول. فاستقطاب الكفاءات من القطاع العام ليس وليد اليوم بل يعود تاريخه الى بداية السبعينات حيث تم استقطاب غازي القصيبي ليقود مؤسسة السكة الحديدية آنذاك وكانت بداية بصمات الإداري المحنك خير محفز لاستمرار استقطاب الكفاءات الشابة المتميزة لخدمة الوطن.
لم تكن التحديات التي واجهت غازي القصيبي عادية فقد تآلق وأنجز واخلص للوطن بين الف واش وآلاف المتنفعين وعشرات من أعداء النجاح ومتطفلي الشهرة واصحاب الشعبوية الساذجة ممن اثبت الزمن هباءهم وسطحية تقلباتهم التي لم تؤثر قيد أنملة في رسوخ مبادئ غازي وتألق إنجازاته.
لكل الزملاء الجدد الذين حظيت بالعمل معهم كانت نصيحتي في اللقاء الأول أن هناك طريقاً مختصراً لفهم دهاليز الإدارة الا وهو كتاب (حياة في الإدارة) ولا يمكنني ان لا أشير الى الأثر الإيجابي الذي يتركه هذا الكتاب في كل من يقرأه لأنه كُتب من معترك تجربة المسؤول وفي خضم مرحلة اتخاذ قرار الوزير وعفوية الإنسان غازي القصيبي.
رحم الله غازي القصيبي وأدخله فسيح جناته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال