الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال الأيام الماضية كان هناك نقاش ثري في تويتر أثاره أحد رواد الأعمال المتميزين بخصوص ظهور ظاهرة ريادة الأعمال بدوام جزئي. والمقصود بذلك أن هناك الكثير من رواد الأعمال لايتركون وظائفهم ويتفرغون كلياً لمشاريعهم الجديدة، بل يجمعون مابين الإثنين. في حين هناك تأكيد من قبل كثير من الناجحين في هذا المجال من أن المشروع الريادي يحتاج لتفرغ تام ولشغف لاينقطع ولصبر كثير إلا أن “الرواد الجدد” كما اسميهم الغير متفرغين لهم رأي يختلف عن هؤلاء ويختلف عن جبران حينما قال ” لا تختر نصف حل” لأنه ربما يكون نصف الحل مجدي في بعض الحالات.
ولعلني هنا أُلخّص أبرز الأسباب الداعية لعدم تفرغ رواد الأعمال.
أولاً: لعل أهم الأسباب هو “الخوف من المجهول ” خصوصاً لو كان الشاب مسؤول عن عائلة وهو خوف لايستهان به وأراه في محله. فالسؤال الذي يسأله كل ريادي لنفسه “ماذا لو فشل المشروع؟”. فعلى الأقل وجود الوظيفة بالنسبة له هي بمثابة حفظ لخط رجعة في طريق مجهول.
ثانياً: ليس الفشل لوحده هو الهاجس الوحيد بل هناك خوف من تقلبات السوق وهزاته وهو أمر لابد منه لمن هم في هذا المجال وكيف يستطيع أن يتخطى هذه التقلبات بدون خسائر أو بأقل الخسائر على الحد الأقصى؟. فوجود راتب ثابت يأتيه آخر الشهر يمثل دخل يستطيع منه تسديد مصاريفه الشخصية والعائلية.
ثالثاً: هناك اللوم الإجتماعي، فعندما يتفرغ الريادي لمشروعه ويقدم استقالته من وظيفة جيدة وخصوصاً لو كانت حكومية فسينهال عليه اللوم من كل حدب وصوب ومن أقرب الناس إليه وهو ضغط ليس بمقدور الجميع تحمله ومواجهته.
رابعاً: أن وجود راتب ثابت يأتي من الوظيفة يساعد في تمويل المشروع نفسه في بداياته خصوصاً لمن ليس لديه التمويل الكافي.
خلاصة القول، اعتقد أن اطلاق نصيحة عامة بأن التفرغ التام هو طريق النجاح لرواد الأعمال فيها “نصف حقيقة” بل إن هناك دراسات تقول أن نسبة نجاح من يحافظون على وظائفهم في بداية مشاريعهم أكثر نجاحاً ممن يتخلون عن وظائفهم ويتفرغون بشكل كامل لمشاريعهم. وبرأيي أن الموضوع أعمق من نصيحة عامة تصلح لرواد الأعمال جميعاً، بل الموضوع يختلف في ذلك من مشروع لمشروع ومن شخصية لشخصية أيضاً. لذلك، أحياناً “نصف الحلول .. حلول” وليعذرني جبران.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال