الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم يشهد العالم خلال عقود مضت عملات خارجة عن القوانين حتى أتت العملات الإفتراضية وكلنا يعلم أن جميع الدول تخضع لأنظمة مالية تنظيمية مبنية على مالديها من عملات ذهب وغيرها وبالتالي تطبع من خلالها العملات الورقية المعروفة وحسب الانظمة المالية العالمية وتحت القوانين العالمية وايضاً لكل دولة قانون يتحكم باقتصادها وعملتها الورقية ويطول شرحها.
ولكن اليوم بعقدنا هذا ومع تقدم العالم الرقمي والتقني أصبح الشراء والبيع والدفع عبر وسائل رقمية وعن بعد ولاحاجة للدفع يد بيد و عبر تنظيم رقمي تحت رقابة وانظمة تشريعية دولية إلا أن هناك مجموعة أو فرد عام ٢٠٠٨م أطلقو ورقة بحث عن تداول عملات ورقية بين الناس عبر الانترنت ولاتكن تحت رقابة البنك المركزي وليست تحت إشراف أو رقابة من أي نظام مالي بأي دولة كانت ولمن لايعرف العملة الرقمية الإفتراضية التي أطلقها مجهول بإسم (ساتوشي ناكاموتي )وتشبة إلى حد ما العملات المعروفة الريال ،الدولار ،اليورو وغيرها ولكنها تختلف كثيراً عنها وتعتبر عملة افتراضية وتعاملاتها إلكترونية فقط وليس لها أثر مادي وتعتبر مشفرة أي لايمكن تتبع عمليات البيع والشراء بها أو حتى معرفة صاحب العملات.
الخلاصة تطور الامر وأصبحت هذة العملة تدار عبر وسائل التقنية بين عدد من المبرمجين والتقنين والمطورين عبر شبكة عالمية خاصة بها وعدد من المضاربين بها ومن أنحاء العالم وهناك متاجر فعلياً بدآت تتعامل بها ويتم استقبال العملة ممن يملكها ليقوم ببيعه منتج مقابلها وترتكز العملات الافتراضية على كسر المركزية وإلغاء البنوك كوسيط بين البائع والمشتري ويديرها مستخدموها بحيث تحقق مبدأ الند للند Peer-to-Peer.
تم طرح عملة البيتكوين للتداول في 2009 بقيمة 0.0001$ وارتفع في منتصف عام 2011 إلى 35$ ووصل في بداية 2017 إلى 1000$ ثم تصاعد البيتكوين بشكل سريع حتى تجاوز سعر البيتكوين الواحد4700$ ومن أسباب هذا التصاعد: المضاربات في هذه العملة، وأيضاً اعتماد بعض الدول لها بشكل رسمي، وتزايد تعامل قطاعات خدمية جديدة بها كخطوط الطيران التي باتت تقبل الدفع من خلال هذة العملة الإفتراضية.
لم تعتمد معظم حكومات العالم البيتكوين كعملة تداول، لكن عددا من الدول كألمانيا واليابان سمحت نظاميا بتداول البتكوين وأقرّته كطريقة للدفع!.
السؤال الأهم هل سيكون لدينا كعرب عملة افتراضية رقمية يتم تداولها بالمنصات العالمية ويسمح لحامليها الشراء والبيع عبر وسائل التقنية أم سنكون أخر من يعلم وأخر من يستخدم هذه العملات وأخر من يشرعها لا أعلم ولكني متفائل ومقترح بأن يكون لدينا عملة افتراضية رقمية تحمل إسم (مكة كوين) كشعار لها كأول عملة رقمية إفتراضية ويتم تداول عدد كبير منها في العالم العربي والإسلامي وبترخيص ورقابة من مؤسسة النقد وهذا سيكون تقدم سريع لمؤسسة النقد حين تتفاعل مع من يريد إنشاء بنك أو مصرف للعملات الرقمية ويسمح بتداولها في منصة تداول
هل سيتم فعلاً أم سيكون اقتراح في مهب الريح؟ ….
والله يسترنا فوق الأرض وتحت الارض ويوم العرض عليه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال