الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مقالي السابق الصادر في صحيفة مال ليوم الجمعة 3 نوفمبر 2017م. تحدثت كيف استغل مكتب السياحة في لاس فيغاس هتاف (Slogan) “ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس” ليطلق من خلاله أقوى حملة تسويقية في تاريخ التسويق السياحي على الإطلاق – حسب ما ذكرته صحيفة The week. وقد تحقق ذلك عن طريق بناء رابط عاطفي بين المدنية وسياحها من خلال مستويين من الحرية (انصحك بقراءة المقال إذا لم تكن قد قرأته من قبل).
وبعد كتابة المقال سألت نفسي: هل يمكن أن يستغل فرع هيئة السياحة في منطقة عسير هتاف “هلا بالخميس” لإطلاق حملة تسويقية لتعزيز السياحة في الخميس (خميس مشيط) أو أن بناء رابط عاطفي بين المدينة وسياحها قد لا يكون ممكناً بسبب اختلاف القيم المرتبطة بالهتاف والقيم التي يرنو لها مرتادوا السياحة الداخلية؟.
الإجابة عن هذا السؤال تبدأ بمعرفة ما هي الغاية من الهتاف. ما يهمنا هنا أن الهتاف هو طريقة مباشرة و فعالة لإشهار وتفعيل “وعد” الشركة Value Proposition. فما هو وعد الشركة وكيف يبنى؟ يمكن شرح مفهوم وعد الشركة بأنه مجموعة المنافع المقترحة التي تعد الشركة عملائها بتقديمها لهم وغالباً ما تميز هذه المنافع شركة عن أخرى. وهناك أساليب كثيرة لكتابة وعد الشركة فمثلاً البدأ بمن هم المستفيدين من هذه الخدمة وتحديد المشكلة التي تواجههم وكيف تعد الشركة بحل هذه المشكلة “إلى تلك الشركات الناشئة التي لا تملك الوقت الكافي لإدارة حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي تقدم “شركتنا” خدمات متنوعة في التسويق الإلكتروني والعلاقات العامة وخدمات العملاء بجودة عالية لتوفر عليكم والجهد والوقت”. وحتى نقوم بذلك نحتاج إلى تحديد الفئة المستهدفة وبناء محفظة العملاء Customers Portfolioومعرفة ماهي احتياجاتهم ومن هم المنافسين المباشرين وغير المباشرين وما هي المنافع المقترحة المقدمة من المنافسين ثم تحديد المنافع المقترحة للشركة وإعادة تصميم المنتجات لتحقق هذه المنافع (وهذا هو مربط الفرس) ومن ثم تفعيل هذا الوعد في استراتيجية الشركة ثم اختيار العنوان والترويج له.
يعج الانترنت بقرابة 250,000 صفحة احتوت على هتاف “هلا بالخميس” ومثله اليوتيوب الذي يحتوي على أكثر من 30,000 مقطع فيديو وغيرها الكثير من المقاطع المتداولة على تطبيق الواتس أب. وهذه مؤشرات جيدة تدل على رواج هذا الهتاف المقترح ولكن السؤال هو عن وجود المنتجات المتوافقة مع الفئة المستهدفة بهذا الهتاف. كما يعلم الجميع أن الأصل في الحملات الترويجية أنها لا تقوم إلا بعد وجود المنتج الذي يحمل المنافع المرجوة (باستثناء حالات قليلة مثل الترويج التعريفي الذي يسبق الإطلاق). بناء محفظة العميل يساعدنا في فهم القيم المرتبطة بالعملاء وبالتالي تصميم المنتج الذي تتفق منافعه مع هذه القيم ثم ننظر هل سوف يخدم هتاف “هلا بالخميس” تفعيل وإشهار وعد الشركة. فلسان حال “وعد” الشركات يقول “يا أحلاهم” أنا “ماني لعبة” و الهتاف ليس “جنون” ولا “وجهة نظر” ولكنه علم له أصول فإما أن تختارني بالشكل الصحيح أو “أبعد عني”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال