3666 144 055
[email protected]
كما هو معروف بأن السيارة كمنتج تتربع على عرش السلع العالمية ذات التنافسية القوية بمعنى أنه إذا أراد شخص أن يشتري سيارة فسوف يكون لديه الكثير من الخيارات العالمية.
هذا المفهوم لصناعة السيارات يضعنا أمام الأساس والقاعدة الكبيرة والمعقدة لطبيعة وإلزامية التشابك والترابط في العلاقات العالمية وسلاسل اللإمداد وسلاسل التوزيع واللوجستيات العالمية، ولنجاح سلاسل الإمداد فإن صناعة السيارات تعتمد على كثير من شركات التزويد العالمية كما تعتمد على البيع والتوزيع العالمي. من هذا المنطلق فإن أي شركة لصناعة السيارات لا تستطيع أن تستقر وتنمو بل لا تستطيع أن تبقى على قيد الحياة بدون التصدير للخارج الذي يحتم على شركات صناعة السيارات أن تراعي عنصرين رئيسيين في نجاح الشركة من عدمها هما :
1- الإعتماد وتبني مقاييس الجودة والتصاميم العالمية.
2- السعر المنافس للوصول إلى المستهلك النهائي.
لذلك فإن هذين العاملين يحتمان على شركة صناعة السيارات أن تتبع سياسات قاسية لإحتواء وكسب أسواق جديدة ومستخدمين وفئات مستهدفة جديدة.ولتحقيق هذا النجاح فإن شركات صناعة السيارات تعمل بدون كلل ولا ملل وبجهود جبارة لزيادة الطاقة الإستيعابية للمصانع، حيث أنه كلما زاد الإنتاج استطاعت أن تحقق النسبة العظمى من الشرطين والعنصرين السابقين (الجودة والتنافسية) ومن هذا المنطلق ولتحقيق الإنتشار الواسع لأي مصنع سيارات فإن إنشاء المصانع الجديدة تتبع أسلوبين فقط لا ثالث لهما:
أولاً :- التجميع الكامل (CKD, SKD)
ثانيا:- التصنيع الكامل ونقل التقنية (CBU, FSM)
لذلك فان جميع الشركات العالمية عندما ترغب أن تنشئ مصانع للسيارات خارج بلدها تتبع نظام وطريقة المنهج الاول الذي هو التجميع الكامل حيث يتبع الأسلوب أدناه:-
١- لايحتاج تبني وتأسيس خطوط التزويد (Tiers 1 & 2 Suppliers)
٢- لايحتاج مراكز للبحث والتطوير (R & D)
٣- يعتمد على عدد قليل من الموظفين
٤- يهتم فقط برؤية واستراتيجيات الشركة فقط
٥- لايعمل ولايهتم بنقل التقنية للبلد الجديد حيث انه يريد حماية حقوق الملكيةوعدم مشاركتها مع أحد
هذه النقاط والعوامل المتبعة لشركات تصنيع السيارات العالمية تجعل من هذا الأسلوب وحصره في كونه قناة بيعية وتسويقية أكثر من كونه تصنيع ونقل تقنية.
أما الطريقة والمنهج الثاني في صناعة السيارات وهو التصنيع الكامل ونقل التقنية حيث ان هذا المنهج يأتي دائماً من رغبة الدولة في الدخول إلى نادي الكبار في صناعة السيارات حيث تمثل قاطرة نمو الإقتصاديات وخلق صناعات مكملة لها مما يسهم في زيادة الناتج المحلي لهذه الدول.
ومن هنا تبدأ معضلة الدول النامية والصاعدة إقتصادياً في كون أن السيارة تمثل سلعة عالمية وأن كبار مصنعي السيارات في دأب وتخطيط للحيلولة دون دخول لاعبين جدد والذين بدورهم سوف يشكلون خطراً على أسواق الكبار العالمية وذلك خصماً من حصصهم السوقية في جميع القنوات المتاحة للتسويق.
وفي ظل هذا المناخ التنافسي الغير متكافيء، فإن الدول التي استطاعت تحويل هذه المعضلة لصالحها، قد اتخذت منهج التصنيع الكامل ونقل التقنية (CBU, FSM) بناءً على فكرة عدم التصادم مع الكبار وإيجاد معادلة بديلة لكسر هذا الإحتكار ودخول عالم مصنعي السيارات وذلك من خلال البحث عن شريك استراتيجي يرى رغبة هذه الدولة كفرصة له للنمو والتوسع في أسواق جديدة حيث أن دخول هذه الدول الراغبة في صناعات السيارات لا يشكل تهديداً عليه بشكل مباشر. ومن النماذج التي عملت على هذه المعادلة البديلة لتوطين صناعة السيارات ونقل التقنية، هما دولة ماليزيا وجمهورية الصين.
ومن خلال تجربتنا في صناعة السيارات، فإننا نؤمن بأن إختراق لعبة الكبار في صناعة السيارات حتم علينا أن نقوم بدراسة المعرفة التراكمية لتطور صناعة السيارات خلال السنوات الماضية وذلك لإيجاد المعادلة البديلة التي تناسب المملكة العربية السعودية في توطين صناعة السيارات ونقل التقنية وذلك من خلال التركيز على بناء منظومة موردي سلاسل الإمداد بجميع مستوياتها (Tier1, Tier2 & Tier3) وإدماج المواد الخام التي تذخر بها المملكة ضمن معادلة التصنيع. (وتستمر مصارعة الكبار)….
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734