الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عند الحديث عن الإهدار فأن أبرز الموارد المهدرة المال وهو أساس أي عملية شرائية ونحن وللأسف من أكثر دول العالم على الإطلاق في الإسراف والاستهلاك فنحن نشتري كل شيء تقريبا ونشتري ما نحتاج له فعلا وما لا نحتاج له أصلا سواء من السيارات أو الملابس أو الإكسسوارات وغيرها ليس هذا فحسب بل نحن سريعون في استبدال هذه الأجهزة لمجرد خروج موديل حديث فهنا أصبح الشراء لدى الكثير هدفاً وعادة وهذا إهدار للمال بكل معاني الإسراف ويكمن ذلك في ضعف الوعي الاقتصادي لأن أول علامات الوعي ترشيد الاستهلاك.
وبعد ذلك فأننا أمام نوع أخر من أنواع الإهدار وهو إهدار الطاقة ولا يخفى على أحد اليوم أن الكهرباء تشكل العنصر الأساسي والعصب للحياة فاستهلاك الطاقة الذي يتسبب في ارتفاع فاتورة الكهرباء له ارتباط وثيق في إهدار الموارد العامة بالإضافة إلى تبديد المال العام والخاص.
وأن العجب العجاب يكمن في هدر المياه ونحن في بلد تغلب الصحراء فيه معظم أجزاءه وذلك بأساليب غير واعية فعندما نترك صنابير المياه مفتوحة ونغسل سياراتنا والشوارع بالمياه العذبة نكون بذلك أهدرنا أطنان من مواردنا المائية بل وأن المبالغة في الاستحمام والوضوء ليشكل جزء ليس بقليل في هدر المياه.
ولم يقتصر الهدر على ما سبق ذكره بل وأن لدينا هدر عظيم في الغذاء أن ثلث كمية الغذاء التي يتناولها المواطن كافية لتلبية حاجياته الغذائية وأن البقية تضيع وتذهب في جيوب الأطباء ومختصي الغذاء ووسائل الإعلام والدعاية والإشهار كلنا يعلم أن جزء هاما من الغذاء الذي نتناوله لايقع هضمه فجسمنا عادة فهو يأخذ الكميات التي يحتاجها ويلفظ الباقي وهذا نوع من أنواع التبذير ولكن هناك نوع آخر يتمثل في إلقاء المواد الغذائية في سلات المهملات.
لذلك بات لزاما علينا تفعيل مبدأ ترشيد الاستهلاك لأنه من أهم أهدف المجتمعات العامة، فالدول تعمل على ترشيد استهلاك المواطنين وتشجيعهم على تنظيم الاستهلاك الفردي والأسري لذا فأن نمط استهلاك الفرد يتوقف على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستها الاقتصادية، كما يتوقف على نوعية المعلومات والعادات والاتجاهات التي تكونت وتأصلت لديه منذ الصغر وذلك من خلال الممارسة اليومية وهذا يتطلب تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ولا يكون ذلك إلا باستغلال الموارد البشرية والمادية وتسخيرها لتوفير الصحة والغذاء والثقافة والتعليم والعمل والحرية والعدالة لجميع أفراد المجتمع، ولذلك فإن ترشيد الموارد جزء مهم من عناصر التنمية الاجتماعية والاقتصادية فهي المقياس الحقيقي لحضارة أي دولة ونوعية المواطنين فيها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال