الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تكتظ المكتبات بأنواع كثيرة من الكتب التي تبحث عن من يقرأها، ولم تكن عملية شراء الكتب بالماضي ملاحظة بشكل كبير في مجتمعنا، اما للعزوف عن القراءة بالاساس، أو لعدم توفر نوعية الكتب التي يبحث عنها القاريء.
فالقراءة عموما، من الاحتياجات الدائمة التي تتطلب توفيرها، لذا لا تخلوا أي مدينة من وجود المكتبات فيها، ولكن أختيار نوعية الكتاب، يبقى رهن رغبة القاريء، وليس بحسب حاجة المجتمع.
وعلى الرغم من ذلك، الملاحظ حاليا، وجود أقبال على الكتب من الفئة الشابة في مجتمعنا، وأن كان الأقبال ليس بالعالي، مع وجود ما قد يبرر من عزوفهم عن الكتب وقرائتها، واقصد توفر أجهزة الجوال الذكية، والتي تسير بنا الى مجتمع رقمي تتغير من خلالها أنماط حياتنا بالكامل.
وأختصرت علينا وسائل التواصل الحديث عند القراءة، المرور على الغلاف وقراءة المقدمة والتقديم، وسيرة حياة الكاتب وأهدائته، لتصل لنا أهم محتويات الكتاب بتغريدة أو رسالة عبر تطبيق حديث.
ولكن تبقى الكتب التي تحمل تجارب غنية، ومواقف مهنية، وتحديات عملية، من المغريات التي تحرص على قراءة التفاصيل فيها، حتى تستطيع أن تعيش حالة الموقف وتتعايش مع التحديات وتتفهم مسببات الحلول المطروحة.
أحد هذه النوعيات من الكتب، كتاب شدني لتصفحه، عنوانه “العميل هو الرئيس”، ومؤلفه أيمن شجاع الحربي. وللأمانة، العنوان وأسم المؤلف يوحي بأنه من الكتب السياسية أو الإستخباراتية، ولكن أتضح لي بانه كتاب في التسويق، غير أكاديمي، يستعرض فيه المؤلف أساسيات علم التسويق وتطبيقاتها خلال خبرته وعملة في شركة اتصالات وطنية وضخمة.
يذكر المؤلف في مقدمة الكتاب المستمدة من عنوانه بأن العميل هو رئيس الشركة الفعلي، فمن أجل العميل يتم الاستثمار وهو الذي يوظف ويمنح المرتبات، وبدون عملاء لا تقوم الشركات، ومن أجل ذلك يطالب الشركات بأن تتمحور جميع انشطتها حول العميل.
يسرد المؤلف في الكتاب استراتيجيات المنافسة في السوق ، وهدف الشركات في الاستحواذ على حصة تسويقية أكبر في السوق في القطاع الذي تعمل به. ولا يتأتي ذلك الا بإدارة تسويق خلاقة ومبتكرة قادرة على خلق منتجات تجذب لها المشترين ليصبحوا هم عملاؤها في المستقبل.
كما يرى المؤلف، بأن تطبيق مفاهيم التسوق الحديثة والقيام بالدراسات والبحوث التسويقية للعملاء المحتملين وللمنافسين يعزز من قدرات الابتكار في الشركات .
وتضمن الكتاب مفهوم مبتكر أطلق علية وصف (جَمَعَ)، ويعتبرها خارطة طريق للشركات في المنافسة على أكبر حصة تسويقية في السوق، فكل حرف من مفهوم (جَمَعَ) يرمز الى استراتيجية تسويق مهمة، جذب العميل، محافظة على العميل، عودة العميل، “فالسوق ساخن والمنافسة شديدة ولا مكان للشركات المتثائبة” بحسب تعبيره.
ويتضمن الكتاب بين فصوله التسويق في القطاع الحكومي وحاجتهم الى التسويق لرفع أداء الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، وأخير يسرد المؤلف وصفة النجاح الخارجية، وتعنى بالمنافسين والتسويق الخلاق، ووصفة النجاح الداخلية، وتعنى بالعميل الداخلي وهم الموظفين الذين يصنعون نجاح الشركة.
الكتاب من نوعية الكتب ذات المحتوى المحلي والتجارب الداخلية، والتي نحتاج أن نحفز شبابنا العاملين بالقطاع الخاص والحكومي من الادارت الوسطى وقيادات الشركات على اثراء مكتباتنا بها. وفي تقديري، هذا الكتاب مناسب جدا لحديثي التخرج، والعاملين في نشاطات التسويق من غير المتخصصين. ويحتاج من المؤلف في حال إصدار طبعات لاحقة، حذف بعض الفقرات بسبب عدم إعطائها حقها كاملا من الشرح والتوضيح، مثل دور شركات الاستشارات في الشركات عموما، وفي ادارات التسويق بشكل خاص.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال