الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
موظف يشتكي بعدم زيادة راتبه ، موظف يشتكي لتسلط مديره المباشر ، موظف يشتكي لزيادة وقت العمل بلا مقابل ، موظف يشتكي لنقله التعسفي ، موظف يشتكي لعدم مراعاة ظروفه الخاصة .. إلى آخره من الشكاوى .
في البداية من أين أتى هذا الموظف وما هي طبيعة مجتمعه :
أصبحت من بديهيات مجتمعنا أن لكل شخص مظلوميه ينحب ويبكي عليها في جميع مراحل حياته.
– فنجد الآباء والأمهات يتذمرون من أبنائهم وبناتهم ونجد الأبناء والبنات يتذمرون من آبائهم وأمهاتكم.
– ونجد المواطن يتذمر من عمل الحكومة وخدماتها.
– ونجد العميل يتذمر من خدمات الشركات ومنتجاتها.
وغيرها من الأمثلة التي نرى فيها المتذمرين في كل مكان وبالتأكيد هذه الظاهرة انعكست على بيئة العمل أو ما يسمى بالمجتمع الوظيفي فلا نرى موظف إلا ويتذمر من وظيفته ويصيح بالظلم المسلط عليه من الإدارة والمدراء وأيضاً نجد المدراء والإدارات يشتكون ويتذمرون من موظفيهم.
سوف أضع سؤالين واجيب عنهما لفهم الحالة أكثر :
السؤال الأول هل نحنُ مصابين بعقدة ؟
حقيقةً نعم نحنُ مصابون بداء استعطاف الآخر لكي يعطينا بما نستحق وما لا نستحق وهذا الآخر عادةً ما يكون مسؤولاً ممكن أن نستفيد من عطاءه لنا.
ونستطيع القول ان هذا السلوك توارثناه عن قناعة فقد رأينا أنه السبيل الأسهل لأخذ ما نريد في جميع تعاملاتنا ومنه ظهرت لنا ( متلازمة الموظف المظلوم ) .
السؤال الثاني هل جميع الموظفين والموظفات فعلاً يتعرضون إلى ظلم جماعي بلا رحمة ولا تقدير لما يقومون به ؟
بالطبع الإجابة لا ! والحقيقة أن جميع الموظفين والموظفات علاقتهم بوظائفهم عن طريق عقود قانونية وأنظمة مصادق عليها من الدولة بشروط وواجبات تحكم الطرفين.
نحنُ لسنا في مجتمع ملائكي وبالتالي فإن وجود موظفين وموظفات يتظلمون هذا طبيعي جداً لكن بسبب متلازمة الموظف المظلوم أصبح الموظف الواقع في ظلم حقيقي متساوي مع الجميع وقد يحظى غيره بالعطف وهو يتم حرمانه لأنه لم يشتكي قبل غيره .
الخلاصة : متلازمة الموظف المظلوم تعتبر قانون عُرفي متفق عليه في حياتنا وتعاملاتنا وإذا أردنا معالجة هذا الوضع يجب أن نمنطق تعاملاتنا فلا يجب أن يتذمر الموظف من اتفاق رضي به من البداية ولا يجب أن ينتظر المسؤول بكاء الموظف ليعطف عليه .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال