الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كثيرا ما نواجه في بداية مسيرتنا المهنية العديد من التحديات من ضمنها التأقلم على طبيعة وبيئة العمل، والمعرفة التامة بالمهام المطلوبة، وتحقيق الأهداف وترتيب الأولويات على الصعيد الشخصي والعملي،فسرعان ما ننغمس بأعباء كثيرة ويصيبنا الاجهاد والتعب. على الصعيد الآخر كثيرا ما تُعنى المؤسسات بالحرص على تحقيق أهداف المؤسسة والانتاج المستمر وتغفل جانب مهم وهو الإرشاد المهني والتدريب (Mentoring and Coaching).
للإرشاد علاقة وثيقة بالتكيف، والتعليم والتعلُّم، والاتصال، وغيرها من النشاطات الموجهة بشكل ذاتي، وتُعد من أهم العوامل المؤثرة في عملية التعليم على رأس العمل، فهي تسمح للمتعلم تلقي التعليمات اللازمة، والتعرف على التوقعات بشكل واضح، وتصبح الاستجابة أفضل، كما تصحح الأخطاء، وتوضح المفاهيم غير الواضحة، وتزيد ثقة المتعلم بصحة نتائج تعلمه، كما تجعل العمل أكثر متعة وجدية. فالارشاد المهني لا يعد عملا تطوعيا، فإعداد قادة المستقبل تتطلب:
تقديم التغدية الراجعة والنقد البناء.
تشجيع على تحمل المزيد من المسؤولية.
توضيح خصائص القائد من خلال القدوة الحسنة.
لتحقيق ذلك لا بد من التخطيط المسبق، وتحديد المسائل/المهام الالمراد تناولها في جلسة الإرشاد ، على أن تكون التغذية الراجعة شاملة للنواحي جميعها، ومحاطة بأهداف تضبطها، وتتصف بالاستمرارية، وتخصيص الوقت كاف لها، كما يفضل الانفراد بالمتعلم لاستشعار أهمية الأمر والقدرة على التركيز.
مما ذكر يتضح أن طبيعة الإرشاد تتطلب الإلتزام والصبر والتضحية ببعض من الوقت قد يكون المرشد في أمس الحاجة إليه لاتمام عمل ما. ولطالما تم التركيز على منفعة المتعلم واغفال منافع عديدة يحصل عليها المرشد نتيجة لهذه العملية. فتتيح عملية الارشاد تقييم طريقة الارشاد ومدى فعاليته لكلا الطرفين، وتوفير تغذية راجعة من سير العملية الارشادية، وذلك يضمن نجاح آلية الإرشاد؛ فهي تسمح للمرشد والمتعلّم بتكييف سلوكهما بما يتناسب مع كل منهما، فيصبح التفاعل بينهما أكثر إيجابية وتحقيقا للأهداف المرجوة لكل منهما. كما أنها تعزز معرفة السمات الشخصية والمهنية أثناء التعليم والعملية الإرشادية. أيضا يتسنى للمرشد أن يعزز مهارات القيادة والحظي بفرصة اكتساب زميل موهوب جديد – قد يتعاون معه لسنوات قادمة، والأهم من ذلك كله، استشعار المساهمة في تطوير قدرات الجيل القادم.
ولكن لايزال ذلك من المهام التي تفتقر في تطبيقها والحرص عليها العديد من الشركات والمؤسسات على الرغم من بساطة هذه العملية وقلة تكلفتها وأهميتها الكبيرة في نقل المعرفة وتطوير القدرات ورفع كفاءة الموظفين والارتقاء بالعمل المؤسسي.
إن أحد الحلول لضمان آلية الإرشاد، تطوير نموذج عمل لتطبيق إرشاد مهني خاص بالمؤسسة يأخذ بعين الإعتبار طبيعة العمل والموظفين والأهداف، وربط ذلك ضمن عناصر التقييم للموظف، فالوقت المخصص للإرشاد والتعليم يعود بفائدة مضاعفة للمؤسسة التي تنجح في تطبيقه وغرسه في ثقافة العمل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال