الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لعل أبرز مقياس لقوة الفرد والمجتمعات والكيانات هو مدى قدرتها على التكيف مع المتغيرات والأوضاع المستجدة..يمرض الانسان ويشفى..يغتني ويفتقر..يكبر بالسن..يصاب بالأزمات والنكسات ويحقق النجاحات..ظروفٌ متغيرة تستدعي تغيرات في واقع واستجابات الفرد للظروف وبحسب نجاح وملاءمة التكيف مع المستجدات يكون نجاح و فشل الفرد.
كذلك الدول..تتغير المستجدات والظروف ويتم بحث كيفية التأقلم مع الواقع..بعض المستجدات تفرض واقعاً صعباً يستلزم اتخاذ اجراءات استثنائية..تسعى الدول للسيطرة وحسن إدارة الأزمات..تنجح وقد تتعثّر..الأمر منوطٌ بقوة الكيان ومدى تكيفه مع المستجدات..كن أو لا تكون !
اقتصادياً نحن بالسعودية نمر بمرحلة تحول انتقالية بين واقع معيب ومستقبل موعود..كل عمليات التصحيح (ونحتاج الكثير منها) لا تخلو من معاناة وتضحيات (وصفها خادم الحرمين-رعاه الله- بأنها مؤلمة ولكنها مرحلية)..وهنا تبرز مدى حكمة وقوة المجتمع السعودي, الذي لطالما كان يبدي تفهماً والتفافاً حول ثوابته الراسخه.
إن هرم القيادة بالسعودية يمثل جيلين يجمعان الخبرة والحكمة مع الطموح والهمة (الملك وولي عهده حفظهما الله ) ولا يخلو من المعرفة بتحديات المرحلة الصعبة والحكمة في ايجاد الحلول المناسبة..حسن النوايا وجديتها يستقى من واقع الاحداث، ولكن النجاح والتوفيق قد يكون جزئياً أو مرحلياً, قد يتأخر قليلاً، وقد تحتاج الخطة لمواءمة وتعديل تماشياً مع معطيات الواقع..يجب أن يكون هنالك هامش من التفهم وتقدير الأوضاع..النتائج المتميزة تستغرق وقتاً أطول لإنجازها..قوة الشعب تبرز في التفهم ومنح الفرص للتصحيح والمكاشفة..خلاف ذلك لن يكون سوى عائق يؤخر الانجاز ويصعّب الأمور!.
إن الأمير محمد بن سلمان كونه المشرف على خطة التحول يمثّل طموح الأمة و أمل العرب والمسلمين..السعودية لا تمثل دولة بحدود ضيقة, بل هي كيانُ رمز يتطلع إليه العالم لمكانته الدينية والجغرافية والاقتصادية..نرى الأمير أعانه الله يسعى جاداً لاجتياز المرحلة –رغم ثقل التحديات- بأكبر قدرٍ من النجاحات..يتحرك بديناميكية عالية منتقلاً بين قارات العالم الرئيسية, ويحيط نفسه بمستشارين هم على قدر من المعرفة..يجتهد وندعوا له بالسداد والتوفيق!.
يجب أن يكون لدينا وعي بأهمية المرحلة ومتطلباتها فنحن في حالة مخاض..ستكون السعودية مضرب مثل بإذن الله في التحول الناجح والنهضة الشاملة..علينا المشاركة بالحلم وعلينا تبنيه..نشكر النجاحات ونتسامح بحكمة مع الكبوات..نمنح الفرصة ونراقب النتائج بأمل..هذه قوة الدولة وقوة المجتمع السعودي.
وإذا كانت النفوسُ كباراً****تعبت في مرادها الأجسامُ
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال